responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دقائق التفسير نویسنده : ابن تيمية    جلد : 2  صفحه : 218
218
- فصل
وَقَالَ شيخ الْإِسْلَام رَحمَه الله
قَوْله تَعَالَى {هُوَ الَّذِي جعل الشَّمْس ضِيَاء وَالْقَمَر نورا وَقدره منَازِل لِتَعْلَمُوا عدد السنين والحساب}
وَقَوله {وَجعل اللَّيْل سكنا وَالشَّمْس وَالْقَمَر حسبانا} وَقَوله {الشَّمْس وَالْقَمَر بحسبان} قَوْله {وَالْقَمَر قدرناه منَازِل حَتَّى عَاد كالعرجون الْقَدِيم} وَقَوله {يَسْأَلُونَك عَن الْأَهِلّة قل هِيَ مَوَاقِيت للنَّاس وَالْحج} دَلِيل على تَوْقِيت مَا فِيهَا من التَّوْقِيت للسنين والحساب فَقَوله {لِتَعْلَمُوا عدد السنين والحساب} إِن علق بقوله {وَقدره منَازِل} كَانَ الحكم مُخْتَصًّا بالقمر وَإِن أُعِيد إِلَى أول الْكَلَام تعلق بهما وَيشْهد للْأولِ قَوْله من الْأَهِلّة فَإِنَّهُ مُوَافق لذَلِك وَلِأَن كَون الشَّمْس ضِيَاء وَالْقَمَر نورا لَا يُوجب علم عدد السنين والحساب بِخِلَاف تَقْدِير الْقَمَر منَازِل فَإِنَّهُ هُوَ الَّذِي يَقْتَضِي علم عدد السنين والحساب وَلم يذكر انْتِقَال الشَّمْس فِي البروج
وَيُؤَيّد ذَلِك قَوْله {إِن عدَّة الشُّهُور عِنْد الله اثْنَا عشر شهرا فِي كتاب الله} الْآيَة فَإِنَّهُ نَص على أَن السّنة هلالية وَقَوله {الْحَج أشهر مَعْلُومَات} يُؤَيّد ذَلِك لَكِن يدل على الآخر قَوْله {وَجَعَلنَا اللَّيْل وَالنَّهَار آيَتَيْنِ فمحونا آيَة اللَّيْل وَجَعَلنَا آيَة النَّهَار مبصرة لتبتغوا فضلا من ربكُم ولتعلموا عدد السنين والحساب}
وَهَذَا وَالله أعلم لِمَعْنى تظهر بِهِ حِكْمَة مَا فِي الْكتاب وَمَا جَاءَت بِهِ الشَّرِيعَة من اعْتِبَار الشَّهْر وَالْعَام الْهِلَالِي دون الشمسي إِن كل وَاحِد من الشَّهْر وَالْعَام يَنْقَسِم فِي اصْطِلَاح الْأُمَم إِلَى عددي وطبيعي فَأَما الشَّهْر الْهِلَالِي فَهُوَ طبيعي وسنته عددية
واما الشَّهْر الشمسي فعددي وسنته طبيعية فَأَما جعل شهرنا هلاليا فحكمته ظَاهِرَة لِأَنَّهُ طبيعي وَإِنَّمَا علق بالهلال دون الِاجْتِمَاع لِأَنَّهُ أَمر مضبوط بالحس لَا يدْخلهُ

نام کتاب : دقائق التفسير نویسنده : ابن تيمية    جلد : 2  صفحه : 218
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست