responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النبوات نویسنده : ابن تيمية    جلد : 1  صفحه : 385
إلى مكة؛ فإنّ السالك إليها له ثلاثة أصناف من الشغل:
الأول: تهيئة الأسباب؛ كشراء الزاد، والراحلة، وخرز الراوية[1].
والآخر: السلوك، ومفارقة الوطن، بالتوجّه إلى الكعبة، منزلاً بعد منزل.
والثالث: الاشتغال بأركان الحجّ، ركناً بعد ركن، ثمّ بعد النزوع[2] عن لبسة الإحرام، وطواف الوداع، استحقّ التعرّض للملك، والسلطنة. قال: فالعلوم ثلاثة[3]: قسمٌ يجري مجرى سلوك البوادي، وقطع العقبات؛ وهو تطهير الباطن عن كدورات الصفات، وطلوع تلك [العقبة] [4] الشامخة التي عجز عنها الأوّلون والآخرون، إلا الموفّقون.
قال[5]: فهذا سلوك للطريق، وتحصيل علمه[6]؛ كتحصيل علم جهات الطريق، ومنازله. وكما لا يغني علم المنازل وطريق البوادي دون سلوكها، فكذا لا يغني علم تهذيب الأخلاق دون مباشرة التهذيب. لكن المباشرة دون العلم، غير ممكن.
قال: وقسم ثالث يجري مجرى نفس الحج وأركانه؛ وهو العلم بالله، وصفاته، وملائكته، وأفعاله، وجميع ما ذكرناه في تراجم علم المكاشفة.

[1] خرز الرواية خياطة الأدم. لسان العرب 5344، والمصباح المنير ص 166 والمقصود خياطة القربة للماء.
[2] في إحياء علوم الدين: ثمّ بعد الفراغ والنزوع.
[3] ذكر شيخ الإسلام رحمه الله تعالىهنا القسمين الثاني والثالث من العلوم التي ذكرها الغزالي في الإحياء، وترك الأول منها؛ وهو: "قسم يجري مجرى إعداد الزاد والراحلة، وشراء الناقة؛ وهو علم الطب، والفقه، وما يتعلّق بمصالح البدن في الدنيا". إحياء علوم الدين 154.
[4] في ((خ)) : العاقبة. وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) .
[5] أي أبو حامد الغزالي.
[6] أي علم الطريق.
نام کتاب : النبوات نویسنده : ابن تيمية    جلد : 1  صفحه : 385
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست