نام کتاب : الرد على الشاذلي في حزبيه وما صنفه في آداب الطريق نویسنده : ابن تيمية جلد : 1 صفحه : 175
الملاحدة أهل الوحدة.
وقيل له ما الفرق بينكم وبين النصارى فقال النصارى كفروا بالتخصيص يعني أنهم لو قالوا بالاتحاد العام لما كفروا.
وهكذا يقول هؤلاء كابن عربي وغيره إن المشركين إنما أخطؤوا في عبادة بعض المظاهر دون بعض والعارف عندهم يعبد الموجودات ولهذا فإن في فصوص الحكم فكان موسى أعلم بالأمر من هارون فإنه علم ما عَبَدَه أصحاب العجل لِعِلمه بأنَّ الله قد قضى أن لا يُعْبَد إلا إيَّاه وما قضى الله بشيء إلا وقع وكان عَتَب موسى على أخيه هارون لما وقع الأمر في إنكاره وعدم اتساعه فإن العارف من يرى الحقَّ في كل شيء بل من يراه عين كل شيء.
وذلك أنه حرَّف القرآن وهم دائمًا يحرِّفون الكَلِمَ عن مواضعه ويُلْحِدون في أسماء الله وآياته كما يفعل إخوانهم من ملاحدة الشيعة الباطنية كالقرامطة من الإسماعيلية وغيرهم والله سبحانه قال وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ [الإسراء 23] أي أمر ربك بذلك ففسروا هم ذلك المعنى أنه قدَّر أنه لا يُعبد إلا هو.
فكل ما عبده المشركون فهو عندهم الله إذ ليس لغيره وجود وهو عندهم العابد والمعبود فلهذا زعم أن موسى أقَرَّهم على عبادة العجل.
فقد قلتُ لبعضِ من كان معظِّمًا لهم وكان أبوه من شيوخهم وهو
نام کتاب : الرد على الشاذلي في حزبيه وما صنفه في آداب الطريق نویسنده : ابن تيمية جلد : 1 صفحه : 175