نام کتاب : مجموعة الرسائل والمسائل والفتاوى نویسنده : آل معمر، حمد بن ناصر جلد : 1 صفحه : 199
والاستعانة على الله الذي لا يستحقه سواه كما في قوله: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} فمن صرف ذلك لغير الله فقد عصى الله ورسوله وأشرك بالله.
وللمعترض كلام ركيك لا حاجة لنا إلى ذكر ما فيه وانما نتتبع من كلامه ما يحتاج إلى رده وابطاله جنس ما تقدم.
وأعلم أنه قال لما ذكر قول المجيب: انه لا يجتمع الايمان بالآيات المحكمات وتلك الأبيات لما بينهما من التنافي والتضاد قال المعترض: أقول: يجتمعان بأن يفرد الله بالعبادة ولا يقدح فيه تشفعه باحباب حبه إليه وكيف يحكم عليه بالضلال بمجرد طلبة الشفاعة ممن هو أهل لها كما في الحديث " أنا لها أنا لها" ومعلوم أن الضلال ضد الحق.
فالجواب لا يخفي ما في كلامه من التخليط والتلبيس والعصبية المشوبة بالجهل المركب لايدري ولا يدري أنه لا يدري، وقد بينا فيما تقدم أن دعوة غير الله ضلال، وان اتخاذ الشفعاء الذين أنكر الله تعالى انما هو بدعائهم والالتجاء اليهم، والرغبة اليهم فيما أراده الراغب منهم من الشفاعة التي لا يقدر عليها الا الله وذلك ينافي الاسلام والايمان بلا ريب، فان طلبها من الأموات والغائبين طلب لما يقدر عليه الا الله، وهو خلاف لما أمر الله تعالى به، وارتكاب لما نهى عنه كما تقدم بيانه في معنى قوله تعالى: {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ} الآية وقوله: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلا تَحْوِيلاً} الآية وقوله: {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} .
فطلب الشفاعة من النبي صلى الله عليه وسلم وغيره بعد وفاته وبعده عن الداعي لا يحبه الله تعالى، ولا يرضاه، ولا رسوله صلى الله عليه وسلم وهو التوسل الذي ذكره العلامة ابن القيم وشيخه وصرحاً بأنه شرك.
وللعلامة ابن القيم أبيات في المعنى وهي قوله:
والشرك فهو توسل مقصوده ... الزلفى من الرب العظيم الشان
بعبادة المخلوق من حجر ومن ... بشر ومن قبر ومن أوثان
والناس في هذا ثلاث طوائف ... ما أربع أبداً بذي امكان
احدى الطوائف مشرك بالهه ... فاذا دعاه دعا الها ثان
هذا وثاني هذه الاقسام ... لك جاحد يدعو سوى الرحمن
هو جاحد للرب يدعو غيره ... شركاً وتعطيلاً له قدمان
هذا وثالث هذه الاقسام خيـ ... ـر الخلق ذاك خلاصة الانسان
يدعو اله الحق لا يدعو ولا ... أحد سواه قط في الاكوان
يدعوه في الرغبات والرهبات والحالات من سر ومن اعلان
وقد أنكر الله ذلك الدعاء على من زعم في الرسل والملائكة وذلك كما قال تعالى:
نام کتاب : مجموعة الرسائل والمسائل والفتاوى نویسنده : آل معمر، حمد بن ناصر جلد : 1 صفحه : 199