نام کتاب : مجموع فتاوى ابن باز نویسنده : ابن باز جلد : 8 صفحه : 103
الله جل وعلا في كتابه العظيم، وأبان شرهم، وقد قال الله سبحانه وتعالى: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} [1] {مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ} [2] {وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ} [3] {وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ} [4] وهن: الساحرات ينفثن في العقد، ويقلن ما لديهن من الكلمات الباطلة، فيتم ما أردن بإذن الله، وقد لا يتم ذلك إذا لم يرد الله ذلك، فقد روى النسائي، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من عقد عقدة ثم نفث فيها فقد سحر، ومن سحر فقد أشرك [5] » .
وقد أبان الله جل وعلا السحرة في قوله جل وعلا: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ} [6] فجعل تعليم السحر من أعمال الكفر، قال سبحانه: {وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ} [7] فدل ذلك على: أن تعلمه كفر، {وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ} [8] فمن أراد الله أن ينضر بذلك أصابه الضرر، {وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ} [9] فالضرر عظيم نعوذ بالله، {وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ} [10] أي: من حظ ولا نصيب. نسأل الله العافية، {وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} (11)
ثم قال سبحانه: {وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} [12] فدل على أنه ضد الإيمان وضد التقوى، وما ذلك إلا أنهم يتوصلون لسحرهم بعبادة الشياطين، والتقرب إليهم بما يريدون من ذبح ونذر وسجود [1] سورة الفلق الآية 1 [2] سورة الفلق الآية 2 [3] سورة الفلق الآية 3 [4] سورة الفلق الآية 4 [5] سنن النسائي تحريم الدم (4079) . [6] سورة البقرة الآية 102 [7] سورة البقرة الآية 102 [8] سورة البقرة الآية 102 [9] سورة البقرة الآية 102 [10] سورة البقرة الآية 102
(11) سورة البقرة الآية 102 [12] سورة البقرة الآية 103
نام کتاب : مجموع فتاوى ابن باز نویسنده : ابن باز جلد : 8 صفحه : 103