مَنْ يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ} . فابتلاهم الله بسهولة تناول الصيد وهم مُحْرمون وصبروا - رضي الله عنهم - فلم يفعلوا شيئًا مما حرم الله عليهم، هكذا أيضًا الآيات الشرعية يكون فيها الأشياء المتشابهة التي قد يكون ظاهرها التعارض وتكذيب بعضها أيضًا. لكن الراسخون في العلم يعرفون كيف
يجمعون بينها وكيف يؤلفون بين الآيات، وأما أهل الفتنة والشر، فإنهم يجعلون من هذا طريقًا إلى إظهار القرآن وكأنه متعارض ومتناقض {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ} .
الشيخ ابن عثيمين
* * *
75 المؤمنون يرون ربهم حقا في الجنة كما يشاء الله
س في حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم، أنه قال (إنكم سترون ربكم يوم القيامة كالقمر ليلة البدر.. لا تضامون في رؤيته) .
1- هل رؤية الله حق يوم القيامة؟ وهل الحديث المذكور أعلاه صحيح؟ ! وهل الرؤية للناس جميعًا أم للمؤمنين؟
2- قال بعض رواة الحديث إن الله سبحانه وتعالى ينزل إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل فهل هذا صحيح؟ ! .
ج 1 هذا الحديث صحيح ثابت، وهو دليل على أن المؤمنين يرون ربهم حقًّا كما يشاء الله وأما الكفار فلا يرونه، لقوله تعالى {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} . وقد وردت الأحاديث الكثيرة في إثبات رؤية المؤمنين لربهم في الجنة، وكذلك دل عليها القرآن كقوله تعالى {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ. إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} . وقوله {عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ} . فأما كيفية الرؤية فلا نعلمها مع أحقيتها، فإن الدار الآخرة لا تُقاس بالدنيا، ولا يقاس الغيب على الشهادة، وإنما علينا أن نقول بما نعلم.
2- وردت الأحاديث الصحيحة في النزول كقوله صلى الله عليه وسلم " ينزل ربنا إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول (هل من داعٍ فأستجيب له، هل من مستغفر فأغفر له، هل من تائب فأتوب عليه؟) .
لكن هذا النزول من الأمور الغيبية، فنحن نقبله ولا نخوض في كيفيته، وإنما نستفيد من فضل آخر الليل، واستحباب الصلاة هناك والدعاء والاستغفار وإنه مظنة الإجابة.
الشيخ ابن جبرين
* * *