نام کتاب : عيون الرسائل والأجوبة على المسائل نویسنده : آل الشيخ، عبد اللطيف جلد : 1 صفحه : 315
وأهل التفسير متفقون على أن المراد بقوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ} [1] أنه معبود في السماء ومعبود في الأرض[2] لأنه الإله المعبود[3]، كما في قوله تعالى: {وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ} [4]، قال تعالى: {إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً} [5].
والحلولية من غلاة الجهمية، يرون أنه حال بذاته في كل مكان[6]، لم ينزهوه عن شيء، تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً.
وأما حديث: " أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد "[7]، فهو حديث صحيح جليل، مثل قوله تعالى:[8] {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ} [9] فالقرب في هذا ونحوه أضيف إلى العبد. والقلب إذا أناب [1] سورة الزخرف: الآية (84) . [2] انظر: جامع البيان، للطبري، 25/104؛ والجامع لأحكام القرآن، للقرطبي، 16/81؛ وتفسير ابن كثير، 4/147؛ وتفسير القاسمي؛ 14/5289. [3] وأصل "الإله" من أله يأله إلهةً، أي عبد يعبد عبادة. تقول: أله الرجل: إذا تعبد؛ وتأله: إذا تنسك. انظر: الجامع لأحكام القرآن، 1/73. [4] سورة الأنعام: الآية (3) . [5] سورة مريم: الآية (93) . [6] الفرق بين الفرق، ص226. [7] صحيح مسلم، بشرح النووي، 4/446، الصلاة، باب (ما يقال في الركوع والسجود) ؛ سنن أبي داود، 1/545، الصلاة، باب (في الدعاء في الركوع والسجود) . سنن النسائي، 2/226، الافتتاح، باب (أقرب ما يكون العبد من الله) ؛ مسند الإمام أحمد، 2/241؛ شرح السنة للبغوي، 3/151-152. قال البغوي بعد ذكره للحديث: هذا حديث صحيح. وقال النووي في معنى الحديث: أقرب ما يكون من رحمة ربه وفضله. شرح صحيح مسلم، 4/445-446. [8] زيادة مني. [9] سورة الإسراء: الآية (57) .
نام کتاب : عيون الرسائل والأجوبة على المسائل نویسنده : آل الشيخ، عبد اللطيف جلد : 1 صفحه : 315