responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عيون الرسائل والأجوبة على المسائل نویسنده : آل الشيخ، عبد اللطيف    جلد : 1  صفحه : 290
وفي زمان الفترة [1] ، حذو النعل بالنعل، وحذو القذّة بالقذّة، وهذا من أعلام النبوة، كما ذكره غير واحد [2] ، ولم يزل ذلك في ظهور وازدياد حتى عمَّ ضرره، وبلغ شرره الحاضر والباد، ففي كل إقليم ومدينة وقرية ممن ينتسب إلى الإسلام، ولائج [3] يدعونهم مع الله، ويلتمسون بدعائهم قرب الرب ورضاه، ويفزعون إليهم في المهمات والشدائد، ويلوذون به في النوائب والحاجات، وبعضهم لا يرد على خاطره، ولا يلم [4] بباله دعاء الله تعالى في شيء من ذلك، لاستشعاره حصول مقصوده، ونجاح مطلوبه من جهة الأولياء والأنداد. وقد رأينا وسمعنا من ذلك ما يعز حصره واستقصاؤه، ولو كان يخفى لعرجنا على ذكره وتفصيله، ولكنه أشهر من الشمس في نحر الظهيرة.
إذا عرف هذا وتحقق، فاعلموا أن الله تعالى أطلع شمس الإيمان به وتوحيده، في

[1] زمان الفترة: هي زمن ليس فيه نبي ولا رسول.
قال ابن كثير رحمه الله: " كانت الفترة، بين عيسى بن مريم آخر أنبياء بني إسرائيل وبين محمد خاتم النبيين من بني آدم على الإطلاق". ثم استدل على هذا بما أخرجه البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة، أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: " أنا أولى الناس بابن مريم، والأنبياء أولاد علات، ليس بيني وبينه نبي ". تفسير ابن كثير 2/37. والحديث ورد في صحيح البخاري مع الفتح، 6/550، الأنبياء، باب (واذكر في الكتاب مريم) . وقد اختلف العلماء في مدة الفترة، على أقوال عدّة، منها: عن قتادة: أنها ستمئة سنة، وعنه أيضاً أنها، خمسمائة وستون، وعن معمّر، عن بعض أصحابه: خمسمائة وأربعون، وعن الضحاك: أربعمائة وبضع وثلاثون، وقد أورد ابن كثير تلك الأقوال ثم قال: والمشهور هو القول الأول، أنها ستمائة سنة" ثم قال: "والمقصود أن الله بعث محمداً صلّى الله عليه وسلّم على فترة من الرسل، وطموس من السبل، وتغيير الأديان، وكثرة عبادة الأوثان والنيران والصلبان". تفسير ابن كثير 2/37. وانظر: الجامع لأحكام القرآن، 6/81.
[2] انظر فتح المجيد، ص278؛ ومنهاج التأسيس والتقديس، ص8.
[3] الولائج: جمع وليجة، وهي البطانة، وليجة الرجل: بطانته وخاصته ودخلاؤه. لسان العرب، 2/400، مادة (ولج) .
[4] يلم: يقرب، ومعنى: لا يلم بباله دعاء الله: أي لا يقرب بباله دعاءالله. لسان العرب 12/551، مادة (لمم) .
نام کتاب : عيون الرسائل والأجوبة على المسائل نویسنده : آل الشيخ، عبد اللطيف    جلد : 1  صفحه : 290
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست