responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتاوى الحديثية نویسنده : الهيتمي، ابن حجر    جلد : 1  صفحه : 202
حبائل الشَّيْطَان فَلَا يغتر بِهِ أحد كَمَا لَا يصدق الَّذين يعالجون المجانين فِيمَا يَزْعمُونَ أَنهم يعالجونهم بِهِ من الْقُرْآن فَلَا يعلم الْأُمُور على تفاصيلها إِلَّا علام الغيوب أَو من أطلعه الله من أنبيائه ليَكُون دَلِيلا على صِحَة نبوته أَو أوليائه ليَكُون دَلِيلا على صِحَة ولَايَته وَحَاصِل مَذْهَبنَا فِي ذَلِك أَنه مَتى اعْتقد أَن لغير الله تَأْثِيرا كفر فيستتاب فَإِن تَابَ وَإِلَّا قتل سَوَاء أسر ذَلِك أم أظهره وَكَذَا لَو اعْتقد أَنه يعلم الْغَيْب الْمشَار إِلَيْهِ بقوله تَعَالَى {لَا يعلمهَا إِلَّا هُوَ} لِأَنَّهُ مكذب لِلْقُرْآنِ فَإِن خلا عَن اعْتِقَاد هذَيْن فَلَا كفر بل وَلَا إِثْم إِن قَالَ علمت ذَلِك بِوَاسِطَة الْقرْبَة وَالْعَادَة الإلهية وَنَحْو ذَلِك (سُئِلَ) نفع الله بِهِ بِمَا لَفظه الحَدِيث مضلة إِلَّا للفقهاء هَل هُوَ حَدِيث وَمَا مَعْنَاهُ مَعَ أَن معرفَة الحَدِيث شَرط فِي مُسَمّى الْفَقِيه وَأَيّمَا أعظم قدر أَو أجل ذكرا الْفُقَهَاء أَو المحدثون (فَأجَاب) بقوله لَيْسَ بِحَدِيث وَإِنَّمَا هُوَ من كَلَام ابْن عُيَيْنَة أَو غَيره وَمَعْنَاهُ أَن الحَدِيث كالقرآن فِي أَنه قد يكون عَام اللَّفْظ خَاص الْمَعْنى وَعَكسه وَمِنْه نَاسخ ومنسوخ وَمِنْه مَا لم يَصْحَبهُ عمل وَمِنْه مُشكل يَقْتَضِي ظَاهره التَّشْبِيه كَحَدِيث ينزل رَبنَا الخ وَلَا يعرف معنى هَذِه إِلَّا الْفُقَهَاء بِخِلَاف من لَا يعرف إِلَّا مُجَرّد الحَدِيث فَإِنَّهُ يضل فِيهِ كَمَا وَقع لبَعض مُتَقَدِّمي الحَدِيث بل ومتأخريهم كَابْن تَيْمِية وأتباعهم وَبِهَذَا يعلم فضل الْفُقَهَاء المستنبطين على الْمُحدثين غير المستنبطين وَمن ثمَّ قَالَ - صلى الله عليه وسلم - رب مبلغ أوعى من سامع وَرب حَامِل فقه لَيْسَ بفقيه وَرب حَامِل فقه إِلَى من هُوَ أفقه مِنْهُ وَقَوله بلغُوا عني وَلَو آيَة وَحَدثُوا عَن بني إِسْرَائِيل وَلَا حرج فمستنبطوا الْفُرُوع هم خِيَار سلف الْأمة وعلماؤهم وعدولهم وَأهل الْفِقْه والمعرفة فيهم فهم قوم غذوا بالتقوى وربوا بِالْهدى أفنوا أعمارهم فِي استنباطها وتحقيقها بعد أَن ميزوا صَحِيح الْأَحَادِيث من سقيمها وناسخها من منسوخها فأصلوا أُصُولهَا ومهدوا فروعها فجزاهم الله عَن الْمُسلمين خيرا وَأحسن جزاءهم كَمَا جعلهم وَرَثَة أنبيائه وحفاظ شَرعه وشهود آلائه وألحقنا بهم وَجَعَلنَا من تابعيهم بِإِحْسَان إِنَّه الْكَرِيم الْجواد الرَّحْمَن ووقفت امْرَأَة على مجْلِس فِيهِ يحيى بن معِين وَزُهَيْر بن حرث وَخلف بن صَالح وَجَمَاعَة يتذاكرون الحَدِيث فسألتهم هَل تغسل الْحَائِض الْمَيِّت فَسَكَتُوا فَأقبل أَبُو ثَوْر فأمروها أَن تسأله فَسَأَلته فَقَالَ نعم تغسله لحَدِيث عَائِشَة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا أَن حيضك لَيْسَ فِي يدك وَأَنَّهَا كَانَت تفرق رَأسه - صلى الله عليه وسلم - وَهِي حَائِض فَإِذا فرقت رَأس الْحَيّ فالميت أولى بذلك قَالُوا نعم حَدثنَا بذلك فلَان عَن فلَان فَقَالَت لَهُم أَيْن كُنْتُم إِلَى الْآن وَكَانَ الْأَعْمَش يسْأَل أَبَا حنيفَة رَضِي الله عَنْهُمَا عَن الْمسَائِل فَيُجِيبهُ فَيَقُول من أَيْن لَك هَذَا فَيَقُول أَنْت حَدَّثتنَا عَن النَّخعِيّ بِكَذَا أَو عَن الشّعبِيّ بِكَذَا فَيَقُول الْأَعْمَش عِنْد ذَلِك يَا معشر الْفُقَهَاء نَحن الأطيار وَأَنْتُم الصيادون لَهَا وَعَن عَطِيَّة قَالَ كنت عِنْد شُعْبَة فَقَالَ يَا أَبَا مُحَمَّد إِذا جاءتكم معضلة من تسْأَلُون عَنْهَا فَقلت فِي نَفسِي هَذَا رجل أَعْجَبته نَفسه فَقلت لَهُ نتوجه إِلَيْك وَإِلَى أَصْحَابك حَتَّى تفتوا فَمَا بقيت إِلَّا قَلِيلا حَتَّى جَاءَهُ سَائل فَقَالَ يَا أَبَا بسطَام رجل ضرب رجلا على أم رَأسه فَادّعى أَنه ذهب بذلك شمه فَجعل يتشاغل عَنهُ يَمِينا وَشمَالًا فأومأت للرجل بِأَن يلح عَلَيْهِ فَالْتَفت إِلَيّ وَقَالَ لي يَا أَبَا مُحَمَّد مَا أشر الْبَغي على أَهله وَالله مَا عِنْدِي فِيهِ شَيْء أَنْت أَنْت فَقلت يستفتيك وَأَنا أُجِيبهُ فَقَالَ إِنِّي سَائِلك فَقَالَ سَمِعت الْأَوْزَاعِيّ وَالزهْرِيّ يَقُولَانِ يدق الْخَرْدَل دقا بَالغا ويشم فَإِن عطس فقد كذب وَإِن لم يعطس فقد صدق فَقَالَ جِئْت بهَا وَالله مَا يعطس رجل انْقَطع شمه وَقَالَ ابْن عبد الْبر أَرَادَ الْأَعْمَش الْحَج فَلَمَّا بلغ الْحيرَة قَالَ لعَلي بن مشْهد اذْهَبْ إِلَى أبي حنيفَة حَتَّى يكْتب لنا الْمَنَاسِك ثمَّ ذكر ابْن عبد الْبر حكايات يطول ذكرهَا من تلبيس إِبْلِيس وَغَيره فَذكر فِيهِ جهل الْمُحدثين معرفَة الْأَحْكَام وَقَالَ ابْن وهب كل صَاحب حَدِيث لَا يكون لَهُ رَأس فِي الْفِقْه لَا يفلح أبدا وَلَوْلَا أَن الله تَعَالَى أنقذنا بِمَالك لضللنا وَقَالَ بَعضهم لَا أَجْهَل من صَاحب حَدِيث إِن لم يتفقه فِيهِ وَقَالَ مَالك رَضِي الله عَنهُ لِابْني أُخْته بكر واسمعيل أراكما تحبان الحَدِيث وتطلبانه قَالَا نعم قَالَ إِن أحببتما أَن تنتفعا بِهِ وينفع الله بكما فأقلا من الحَدِيث وتفقها أَشَارَ رَضِي الله عَنهُ إِلَى أَنه لَا بُد من معرفَة الحَدِيث لَكِن الْعُمْدَة إِنَّمَا هِيَ على التفقه فِيهِ وَفِي أَشْيَاخ القَاضِي عِيَاض لما ذكر أَبَا مُحَمَّد بن الْعَرَبِيّ الْمَشْهُور حكى من حَدِيثه عَن عماد بن مُحَمَّد بن مخلد التَّمِيمِي قَالَ لما عزل أَبُو الْعَبَّاس الْهَمدَانِي من قَضَاء الرّيّ ورد بخاري لتجديد مَوَدَّة

نام کتاب : الفتاوى الحديثية نویسنده : الهيتمي، ابن حجر    جلد : 1  صفحه : 202
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست