responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سراج الملوك نویسنده : الطرطوشي، أبو بكر    جلد : 1  صفحه : 163
وليه وناصره. فلما وضع في كفة المنجنيق وقذفوه في النار قال: حسبي الله ونعم الوكيل، اللهم إنك تعلم إيماني بك وعداوة قومي فيك فانصرني عليهم ونجني من النار فأوحى الله تعالى إلى النار أن كوني برداً وسلاماً على إبراهيم. فأطاعت النار ربها عز وجل، ولو لم يقل وسلاماً لمات من شدة البرد. ولبث إبراهيم عليه السلام في النار سبعة أيام فظن قومه أنه قد أحرق.
ثم قال نمرود: انظروا ماذا فعل إبراهيم فإني رأيت الليلة في نومي أن جدار هذا الجسر قد انهدم، وخرج إبراهيم يمشي وذاب النحاس الذي سد به باب الجسر واحترق الجدار فصار رماداً، فاطلعوا على إبراهيم صلى الله عليه وسلم فوجدوه صحيحاً سليماً، وخرج الناس ينظرون إليه على تلك الحالة. فلما رآهم خرج يمشي حتى قعد إلى أمه وهي في الجمع، وأقبلت سارة وكانت أول من آمن به حتى جلست إليه وقالت: يا إبراهيم إني آمنت بالذي جعل النار عليك برداً وسلاماً، فقالت لها أم إبراهيم: احذري القتل على نفسك. فقالت: إليك عني فإني لا أخاف شيئاً وقد آمنت برب إبراهيم. وحول إبراهيم جمع من الناس لا يحصى عددهم يأتمرون به ليجددوا له عذاباً، فأرسل الله ريحاً عاصفاً فنسفت رماد تلك النار في وجوههم وعيونهم ففروا عنه، وقام إبراهيم صلى الله عليه وسلم داعياً إلى الله تعالى ومذكراً به.
وقال مجاهد وقتادة وغيرهما: إن نبي الله سليمان عليه السلام انطلق إلى الحمام ومعه جني يقال له صخر، ولم يكن سليمان عليه السلام يدخل الخلاء بخاتمه، فدخل الحمام وأعطى الشيطان خاتمه فألقاه في البحر، فالتقمته سمكة ونزع ملك سليمان عليه السلام منه، وألقي على الشيطان شبه سليمان فجاء فجلس على كرسيه وتسلط على جميع ملك سليمان غير نسائه، فجعل يقضي بين الناس والناس ينكرون قضاياه حتى قالوا: لقد فتن نبي الله سليمان. ومكث سليمان على ذلك أربعين يوماً، ثم أقبل سليمان على حالته تلك وهو جائع تائع حتى انتهى إلى شاطئ البحر فوجد صيادين فاستطعم أحدهم من صيده وقال له: أنا سليمان. فقام إليه بعضهم فضربه بعصا فشج وجهه. قال فجعل يغسل وجهه على شاطئ البحر، فلام الصيادون صاحبهم على ضربه إياه، ثم أعطوا سليمان سمكتين مما قد تغير عندهم ونتن، ولم يشغله ما كان فيه من الضرب عن أن يقوم إلى الشاطئ البحر فشق بطونهما وغسلهما فوجد خاتمه في بطن أحدهما، فأخذه فلبسه فرد الله تعالى عليه ملكه وبهاءه، وجاءت الطير فحامت عليه فعرف القوم أي الصيادون أنه سليمان عليه الصلاة والسلام، فجاءوا يعتذرون إليه.
وروى وهب بن منبه رضي الله عنه أن الله تعالى وهب لإبراهيم إسحاق، فلما كان ابن سبع سنين أوحى الله إلى إبراهيم عليه الصلاة والسلام أن يذبحه وأن يجعله قرباناً، فكتم إبراهيم ذلك عن ابنه وأمه وجميع الناس، وأسره إلى خليل له يقال له العازر، وكان أول من آمن به من قومه يوم رمي في النار، فقال له: إن الله تعالى قد رفع اسمك في الملأ الأعلى على جميع أهل البلاد حتى كنت أرفعهم بلية، ليرفعك الله بقدر ذلك في أعلى المنازل والفضائل، وقد علمت أن الله تعالى لم يبتهلك بذلك ليفتنك ولا ليضلك، فلا يسوءن ظنك بالله وأعوذ بالله أن يكون ذلك حتماً مني على الله تعالى أو تسخطاً لحكمه الذي حكم على عباده، ولكن هذا أحسن الظن بالله تعالى. فإن عزم ربك على ذلك فكن عند أحسن علمه بك، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
فتعزى إبراهيم عليه الصلاة والسلام بقوله واشتد له رأيه بصيرته وانطلق بإسحاق فلما صعد الجبل ومعه السكين والحبل وأداة القربان فقال له إسحاق: يا أبت أرى معك أداة القربان ولا أرى معك قرباناً. قال إبراهيم: القربان يا بني بعين ربك ينظر إليه فإن شاء رحم أباك، فلم يفطن إسحاق. فلما ولفى رأس الجبل قال إبراهيم: يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك وأجعلك

نام کتاب : سراج الملوك نویسنده : الطرطوشي، أبو بكر    جلد : 1  صفحه : 163
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست