responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإدارة في عصر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم نویسنده : أحمد عجاج كرمى    جلد : 1  صفحه : 38
لم يكن أهل مكة يخضعون لحكم ملكي أو وراثي، فليس هناك ملك متوج، ولا رئيس واحد يحكمها، وإن كان هناك شخص بارز في «الملأ» هو بمثابة رئيس الملأ إلا أنه لا يستطيع أن يقرر أمرا بعيدا عن مجلس «الملأ» [1] ، وهكذا فإن هناك تشابها كبيرا بين مجلس «الملأ» في مكة، وبين مجلس «شيوخ أثينا» - في القديم- الذين كانوا يجتمعون في المجلس (EKiesia) للنظر في الأمور [2] .
لقد تطورت الممارسات الإدارية في مكة لتصبح «المشورة» وظيفة خاصة يقوم بها أناس من ذوي الرأي والعقل والحنكة، وكان بنو أسد هم أصحاب هذه الوظيفة، فكان أهل مكة إذا أرادوا أمرا ذهبوا إلى «يزيد بن زمعة» (ت 8 هـ) من بني أسد، فيعرضونه عليه «فإذا وافقهم والاهم عليه، وإلّا تخيّر وكانوا له أعوانا» [3] .
وقد حاول بعضهم أن يخترق النظام الإداري لمكة ويعلن نفسه ملكا عليها، فذهب «عثمان بن الحويرث» [4] إلى قيصر، وطلب منه أن يملّكه على قريش، مقابل أن يدخل قريشا في طاعة روما، ويبدو أن الحكام البيزنطيين رأوا في عثمان الشخصية التي يمكنهم بها أن يلعبوا دورا ما في الجزيرة العربية، ولكن أهل مكة رفضوا أن يتملك عليهم عثمان، وانتهى الأمر باغتياله في بيت أحد أقربائه في مكة [5] .
أما «الإدارة الدينية» في مكة فتشمل الوظائف الخاصة بالكعبة ومناسك الحج، وقد قسمت هذه الوظائف بعد وفاة قصي بين بطون مكة وأفخاذها [6] .

[1] قال تعالى: وَقالُوا لَوْلا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ [الزخرف: 31] . قال ابن عباس: «القريتان: مكة والطائف، والرجلان: عروة بن مسعود والوليد بن المغيرة» . انظر: الرازي، تفسير (ج 27، ص 209) . والقرطبي، الجامع (ج 16، ص 83) . السيوطي، الدر المنثور (ج 7، ص 374) .
[2] جواد علي، المفصل (ج 4، ص 47) .
[3] ابن عبد ربه، العقد الفريد (ج 3، ص 236) . وانظر: الألوسي، بلوغ الأرب (ج 1، ص 249) . أحمد أبو الفضل، مكة في عصر ما قبل الإسلام، (ط 1) ، الرياض، مطبوعات الملك عبد العزيز سنة (1398 هـ، 1978 م) (ص 60) .
[4] الأزرقي، أخبار مكة (ج 1، ص 144) . والزبير بن بكار (256) جمهرة نسب قريش وأخبارها، تحقيق محمود شاكر (ج 1) القاهرة، دار العروبة (1381 هـ) (ص 209، 210) . والفاسي، شفاء الغرام (ج 2، ص 108) . وجواد علي، المفصل (ج 4، ص 92) .
[5] الأزرقي، أخبار مكة (ج 1، ص 144) . العقد الفريد، ابن بكار، جمهرة (ص 210) . والفاسي، شفاء الغرام (ج 2، ص 108) . ابن حزم، جمهرة (ص 118) . الزّبيدي، مصعب بن عبد الله (236 هـ) نسب قريش، نشرة بروفنسال، دار المعارف د. ت (ص 210) .
[6] ابن هشام، السيرة (م 1، ص 130) (ابن إسحاق) . وابن سعد، الطبقات (ج 1، ص 72، 73) . -
نام کتاب : الإدارة في عصر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم نویسنده : أحمد عجاج كرمى    جلد : 1  صفحه : 38
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست