responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإدارة في عصر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم نویسنده : أحمد عجاج كرمى    جلد : 1  صفحه : 37
حيث كانوا يتبعون ما كان عليه في حياته كالدين المتبع) [1] .
ومن هذه الدار كانت تنطلق قوافل قريش للتجارة، وفي فنائها تحط القوافل إذا رجعت [2] ، فكانت تشكل مركز مكة الرئيسي في معاملاتها الخاصة والعامة.
وكان أهل مكة يجتمعون في فناء الكعبة، ويسمى «بنادي القوم» أما دار الندوة فلا يدخلها إلا سادات القوم ووجوههم، وأولو الرأي والشورى فيهم، وهؤلاء يمثلون عادة العشائر والقبائل المختلفة، وكانت هناك نواد خاصة للبطون والأفخاذ تنظر فيها أمورها الخاصة ومشاكلها الداخلية [3] .
وكان هؤلاء الذين يدخلون دار الندوة يسمون «الملأ» [4] وهم رجال الإدارة في مكة ينظمون شؤونها العامة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، دون الخضوع لقانون مكتوب أو دستور منظم، وترد الإشارة القرانية وَإِنَّا عَلى آثارِهِمْ مُقْتَدُونَ [الزخرف: 23] [5] ، لتوضح مواد هذا القانون وعناصره.
ويلاحظ أن قرارات هؤلاء في معالجة ما يعرض من مشكلات، وما يجد من قضايا مختلفة، وما يتخذ من إجراات، لم تكن ملزمة لأهل مكة إلا بالإجماع عليها، ويشير إلى ذلك الفاسي (ت 832 هـ) بقوله: «لم يكن أحد من هؤلاء متملكا على بقية قريش، إنما ذلك بتراضي قريش عليه» [6] . وربما قام وجوه العشائر والأسر بدور أكثر فاعلية من دور «الملأ» ، ولا سيما في الأمور التي لم تكن تخص مكة بشكل عام [7] .

[1] ابن هشام، السيرة (م 1، ص 125) (ابن إسحاق) . وانظر ابن سعد، الطبقات (ج 1، ص 77) . والأزرقي، أخبار مكة (ج 1، ص 65، 66) . واليعقوبي، تاريخ (ج 1، ص 241) . والطبري، تاريخ (ج 2، ص 258، 259) . وابن الأثير، الكامل (ج 2، ص 21) . وابن خالدون، عبد الرحمن محمد الحضرمي (ت 808 هـ) تاريخ ابن خالدون (ج 1، ص 16، 17) .
[2] ابن هشام، السيرة (م 1، ص 125) . الطبري، تاريخ (ج 2، ص 258، 259) . ابن الأثير، الكامل (ج 2، ص 13) .
[3] الدوري، نظم (ص 10) . جواد علي، المفصل (ج 4، ص 48) .
[4] وردت كلمة (الملأ) كثيرا في القران بمعنى جماعة، يجتمعون على رأي. ويبدو أن المراد بها في أكثر تلك المواضع: علية القوم من ذوي الرأي والمكانة. وذكر أن الملأ: التشاور، تشاور الأشراف والجماعة في أمرها. انظر: الطبري محمد بن جرير (ت 310 هـ) تأويل اي القران تحقيق محمد محمود شاكر، مصر، دار المعارف د. ت (ج 5، ص 291) . والأصفهاني أبو القاسم الحسين بن محمد (ت 502 هـ) المفردات في غريب القران، تحقيق محمد سيد الكيلاني، بيروت، دار المعرفة (ص 473) . والزّبيدي، التاج (ج 1، ص 119) .
[5] الزمخشري، الكشاف (ج 3، ص 484) . والرازي، تفسير (ج 27، ص 206) . والقرطبي، الجامع (ج 16، ص 75) . والسيوطي، الدر المنثور (ج 7، ص 370) .
[6] الفاسي، شفاء الغرام (ج 2، ص 108) . وانظر: جواد علي، المفصل (ج 4، ص 48، 49) . والدوري، نظم (ص 10) .
[7] جواد علي، المفصل (ج 4، ص 48) .
نام کتاب : الإدارة في عصر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم نویسنده : أحمد عجاج كرمى    جلد : 1  صفحه : 37
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست