وما رواه أيضاً أن أبا عبد الله سئل عن الجفر، فقال: (هو جلد ثور[1] مملوء علماً) [2]، وتارة يذكرون أن هذا العلم مأثور عن آدم عليه السلام، فقد نقل اليزدي الحائري عن كتاب الينابيع: (أما آدم عليه السلام فهو نبي مرسل خلقه الله تعالى بيده ونفخ فيه من روحه فأنزل عليه عشر صحائف، وهو أول من تكلم في علم الحروف، وله كتاب سفر الخفايا، وهو أول كتاب في الدنيا في علم الحروف –ثم ذكر أن آدم عليه السلام ورثه لأبنائه من بعده، وأبناؤه ورثوه لمن بعدهم وهكذا إلى أو قال: ثم ورث هذا العلم عن أبيه جعفر الصادق وهو الذي حل معاقد رموزه، وفك طلاسم كنوزه) . ثم ذكر أن له كتاب الجفر الأكبر، والجفر الأصغر، وأن الجفر الأكبر إشارة إلى المصادر الوفقية التي هي من أ، ب، ت، ث ... إلى آخرها، وأنها ألف وفق، وأن الجفر الأصغر إشارة إلى المصادر الوفقية التي هي مركبة من أبجد إلى قرشت، وهي سبعمائة وفق[3].
وهذا كله من أكاذيب الرافضة على آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا الكتاب كما ذكرت آنفاً نسب كذباً إلى جعفر الصادق رحمه الله، وليس لهم برهان على إثباته سوى القول المجرد عن الدليل، بل قد نفى علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن يكون هو وذريته مخصوصين بشيء من الوحي دون الناس، وذلك فيما رواه البخاري رحمه الله: (أنه قيل لعلي رضي الله عنه: [1] هذا مخالف لأصل التسمية، إذ أن الجفر ولد الماعز، لا الثور.
انظر: "الصحاح": (2/615) .
2 "الأصول من الكافي": (1/187) . [3] انظر: "إلزام الناصب": (1/232-235) .