الصادق رضي الله عنه، ونسبته إليه كذب عليه باتفاق أهل العلم به[1]، إذ أن واضع هذا الكتاب هو هارون بن سعيد العجلي[2]، وهو رأس الزيدية وكان له كتاب يزعم أنه يرويه عن جعفر الصادق، وفيه علم ما سيقع لأهل البيت على العموم، ولبعض الأشخاص منهم على الخصوص، وقع ذلك لجعفر الصادق ونظائره عن طريق الكشف والكرامة كما يزعمون، ويزعمون أنه كان مكتوباً عند جعفر في جلد جفر صغير، فرواه عنه هارون العجلي وكتبه، وسماه الجفر باسم الجلد الذي كتب فيه، وصار هذا الاسم علماً على هذا الكتاب عندهم، وهذا الكتاب لم تتصل روايته، ولا عرف عينه وإنما تظهر منه شواذ من الكلمات لا يصحبها دليل[3] ويزعمون أن هذا الكتاب مشتمل على حوادث الأزمان على مر العصور، عرفت عن طريق علم الحروف المتعلق بآثار النجوم[4].
ومما يتشبثون به لتعضيد هذا المعتقد عندهم ما رواه الكليني عن أبي عبد الله جعفر الصادق أنه قال: (وإن عندنا الجفر، وما يدريهم ما الجفر؟ فقيل له: ما الجفر؟ قال: وعاء من أدم فيه علم النبيين والوصيين، وعلم العلماء الذين مضوا من بني إسرائيل) [5]. [1] المصدر نفسه: (1/333) . [2] هو هارون بن سعد العجلي، ويقال: الجعفي، الكوفي الأعور كان من غلاة الرافضة، توفي سنة خمس وأربعين ومائة.
انظر: "الجرح والتعديل": (9/90) ، و"ميزان الاعتدال": (4/284) ، و"تهذيب التهذيب": (11/6) . [3] انظر: "مقدمة ابن خلدون": ص334. [4] انظر: المصدر السابق.
5 "الأصول من الكافي": (1/186) .
??