بينهما: المراد بقوله: “ إذا قال: {وَلا الضَّالِّينَ} فقولوا: آمين “ أي: ولو لم يقل الإمام آمين “[1].
واستدل القائلون بعدم مشروعية التأمين للمأموم. بما يلي:
بقوله تعالى: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً} قالوا: التأمين دعاء، فالمشروع إخفاؤه، لا إعلانه والجهر به. قال الجصاص: (فيه الأمر بالإخفاء للدعاء. قال الحسن: في هذه الآية علّمكم كيف تدعون ربكم. وقال لعبد صالح رضي دعاءه: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً} وروى مبارك عن الحسن قال: كانوا يجتهدون في الدعاء، ولا يسمع إلا همساً. وروى موسى الأشعري رضي الله عنه قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فسمعهم يرفعون أصواتهم. فقال: “ يا أيها الناس إنكم لا تدعون أصم ولا غائباً “ [2]. وروى سعد بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ خير الذكر الخفي، وخير الرزق ما يكفي “ [3]. وروى بكر بن خنيس عن ضرار عن أنس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ عمل البر كله نصف العبادة، والدعاء نصف العبادة “ [4]. وروى سالم عن أبيه عن [1] انظر: فتح الباري 2/264. [2] متفق عليه. أخرجه البخاري في الجهاد، باب ما يكره من رفع الصوت في التكبير (131) 4/16، وفي الدعوات، باب الدعاء إذا علا عقبة (50) 2/162. وفي القدر، باب لا حول ولا قوة إلا بالله (7) 7/213، وفي التوحيد، باب وكان الله سميعاً بصيراً (9) 8/168، ومسلم في الذكر، باب استحباب خفض الصوت بالذكر 17/25. [3] أخرجه أحمد 1/173، 180، 187، وابن حبان كما في الإحسان 2/89 (806) ، وأبو يعلى 2/81 (731) . [4] لم أجده. وأخرج الطبري في تفسيره 24/79 عن ثابت قال: “ قلت لأنس: يا أبا حمزة، أبلغك أن الدعاء نصف العبادة؟ قال: لا. بل هو العبادة كلها “.