فهذا النص الكريم يدل على تحريم اللعب بالنرد والشطرنج قماراً أو غير قمار، وذلك لأن اللهو ولو كان قليلاً فإنه يوقع العداوة والبغضاء بين العاكفين عليه، ويصد عن ذكر الله، وعن الصلاة، فهو كشرب الخمر، وأوجب أن يكون حراماً مثله[1].
2- أخرج أبو بكر الأثرم[2] في جامعه بسنده عن واثلة بن الأسقع[3] عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن لله عز وجل في كل يوم وليله ثلاثمائة وستين نظرة إلى خلقه، ليس لصاحب الشاه فيها نصيب" [4].
وفسر صاحب الشاه بلاعب الشطرنج، لأنه يقول شاه[5].
3- عن علي رضي الله عنه أنه مر على قوم يلعبون بالشطرنج فقال: "ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون"[6].
4- وعن ابن عمر رضي الله عنه أنه سئل عن الشطرنج فقال: "هي أشد من النرد"[7].
واستدل القائلون بكراهة اللعب بالشطرنج: بأنه ليس كالنرد، بل دونه ويمنعون [1] الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 6/188. [2] هو أحمد بن محمد بن هاني الطائي الإسكافي، أبو بكر، صاحب الإمام أحمد، كان إمامًا من أهل الحفظ والاتقان، وكان من أهل العناية بالحديث، توفي رحمه الله تعالى سنة 261 هـ. راجع: الأعلام للزركلي 1/194. [3] الصحابي الجليل واثلة بن الأسقع بن كعب الليثي، أسلم قبل تبوك وشهدها، وكان من أهل الصفة، ثم نزل الشام، توفي رضي الله عنه سنة 83? في خلافة عبد الملك، وهو آخر من توفي من الصحابة بدمشق. الاستيعاب في معرفة الأصحاب لابن عبد البر 2775، الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر 6/462 برقم 9107. [4] قال السخاوي: وفي رواته من اتهم بالوضع، مع أن في بعضهم من لم أعرفه. اهـ. عمدة المحتج في حكم الشطرنج، نقلا عن إرواء الغليل للشيخ الألباني صفحة 287. [5] نيل الأوطار للشوكاني 8/108. [6] الأثر أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 5/287، والبيهقي في السنن 10/212، والضياء في المختارة 2/361 وقال إسناده حسن. [7] الأثر أخرجه البيهقي في السنن 10/212.