حيث إن عمل عيسى عليه السلام وخلقه من الطين كهيئة الطير يعد تصويراً لذوات الأرواح من الطير، ومع ذلك لم ينكر الله تعالى عليه فعله، بل امتن عليه بذلك وجعلها نعمة منه سبحانه على سيدنا عيسى عليه السلام، وفي هذا الدلالة على جواز صناعة التماثيل والصور لذوات الأرواح [1].
2- قوله تعالى: {يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ} [2].
حيث دلت هذه الآية على أن صناعة التماثيل في شريعة سيدنا سليمان عليه السلام كانت جائزة، فقد أخبر الله سبحانه بهذا ممتنا عليه بذلك.
3- قوله صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها: "يا عائشة إن أشد الناس عذاباً يوم القيامة: المصورون" [3].
حيث حمل الوعيد الوارد في الحديث على من صنع التماثيل لتعبد من دون الله تعالى فقط[4].
4- ما روى أن النبي صلى الله عليه وسلم - قال فيما يرويه عن الله سبحانه وتعالى: "ومن أظلم ممن ذهب يخلق خلقاً كخلقي فليخلقوا ذره أو ليخلقوا حبة أو ليخلقوا شعيرة" [5].
فإن هذا الحديث وأمثاله كقول النبي صلى الله عليه وسلم: "الذين يضاهون بخلق الله" [6]، وفي بعض الروايات: "الذين يشبهون بخلق الله" بعد أن قال: "إن أشد الناس عذابا يوم القيامة".
إن هذه النصوص يتعين حملها على من قصد بتصويرها أن تحدى صنعة الخالق [1] الموسوعة الفقهية الكويتية 12/101. [2] سورة سبأ: الآية 13. [3] أخرجه البخاري برقم 5758، ومسلم برقم 2107. [4] الموسوعة الفقهية الكويتية 12/101. [5] الحديث متفق عليه من حديث أبي هريرة، أخرجه البخاري برقم 5609 ومسلم برقم 2110. [6] الحديث متفق عليه أخرجه البخاري في الفتح 1/385 ومسلم 3/ 1671.