نام کتاب : الإنصاف في حقيقة الأولياء ومالهم من الكرامات والألطاف نویسنده : الصنعاني، أبو إبراهيم جلد : 1 صفحه : 99
الثالث: إحسان الزائر إلى نفسه باتباع السنة والمتابعة له صلى الله عليه وآله وسلم فيما فعله واقتداؤه به فيما قاله فهذه الزيارة النبوية بلا زيادة.
وأما طواف الزائر بقبر الميت وتقبيلُه الأركان وسؤالُ الحاجات منه وعنده فهي عبادة المشركين لأصنامهم كما قررناه في تلك الرسالة.
قوله: "وقد اشتهر عند أهل بغداد: إجابة الدعاء عند قبر الشيخ معروف الكرخي"[1].
أقول: قال بعض المحققين: إنَّ العبد إذا وقف [613] على قبر من يستعظمه حصل له رقةٌ وخشوعٌ وإقبالُ قلبٍ وإخلاصٌ في الدعاء فقد يجاب فيظن أنَّه ببركة صاحب القبر[2]، والمعلوم أنَّ صاحب القبر طالبٌ من الزائر أن يدعو له ويستغفر له فهو في برزخٍ قد انقطع عن الأعمال. يفرح بما يهدى إليه من الأحياء، لا أنَّه بصدد قضاء حاجات الأحياء. وعلى الجملة هب أنَّ الدعاء عند قبور الأولياء مندوبٌ كما قال: "ينبغي"، فالندب حكمٌ لا بدَّ له من دليل ثم هذا غيرُ محل السؤال قطعاً[3].
قوله: "وقد توسل عمر بالعباس".
أقول: هذا غير محل السؤال فإنَّ عمر إنَّما جعل العباس إماماً يدعو لهم ويستسقي ويسأل الله[4]؛ لاعتقاد عمر أنَّه مجاب الدعوة لقرابته من [1] هو أبو محفوظ معروف بن فيروز الكرخي البغدادي، أحد الزهَّاد، توفي سنة 200?.
انظر ترجمته في السير للذهبي (9/339) . [2] انظر اغاثة اللهفان لابن القيم (1/234) . [3] انظر: الفتاوى لابن تيمية (1/246 و350) و (27/172179) . [4] والحديث رواه البخاري في صحيحه (2/494 فتح) .
نام کتاب : الإنصاف في حقيقة الأولياء ومالهم من الكرامات والألطاف نویسنده : الصنعاني، أبو إبراهيم جلد : 1 صفحه : 99