فالمراد بالمنسك العيد[1]، فالعرب لم يكونوا يومئذ متفقين في الأعياد، كما لم يتفقوا في الدين والاعتقاد[2].
ولكن كانت عبادة الأصنام هي السائدة بينهم، حيث كانت منتشرة انتشاراً واسعاً في القبائل العربية وبخاصة قبل الإسلام.
فكان أول من غير دين إسماعيل عليه السلام عمرو بن لحي بن حارثة بن عمر الأزدي أبو خزاعة، فنصب الأوثان وسيب السائبة[3]، ووصل الوصيلة[4]، وبحر البحيرة[5]، وحمى الحامي[6].
وكما جاء في الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "رأيت عمرو بن عامر بن لحي الخزاعي يجر قصبه في النار، وكان أول من سيب السوائب "[7]. [1] تفسير البغوي (3/357) . [2] بلوغ الأرب للألوسي (1/356) .
3هي الناقة التي ينذر الرجل أن يسيبها إن بريء من مرض أو قدم من سفر، فلا تمنع من ماء ولا مرعى ولا تحلب، ولا تركب. انظر: النهاية لابن الأثير (2/431) . وجاء في صحيح البخاري عن سعيد بن المسيب أنه قال: السائبة التي يسيبونها لآلتهم فلا يحمل عليها شيء (2/269) . [4] وهي الناقة التي وصلت بين عشرة أبطن، ومن الشاء التي وصلت سبعة أبطن أثنين أثنين، وولدت السابعة ذكرا وأنثى قالوا: وصلت أخاها، فأحلوا لبنها للرجال وحرموه على النساء وتجرى مجرى السائبة. انظر: النهاية لابن الأثير (5/192) ، والقاموس المحيط (1380) . [5] هي الناقة تشق أذنها فلا يركب ظهرها، ولا يجز وبرها، ولا يشرب لبنها إلا ولدها أو ضيف، وتهمل لآلهتهم. انظر: النهاية لابن الأثير (1/100) . [6] هو: الفحل من الإبل يضرب الضراب المعدودة قبل عشرة أبطن فإذا بلغ ذلك قالوا حام، أي حمى ظهره، فيترك ولا يركب ولا ينتفع منه بشيء ولا يمنع من ماء ولا مرعى. انظر: لسان العرب (14/202) مادة "حمى" والمفردات في غريب القرآن للأصفهاني (132) . [7] صحيح البخاري مع فتح الباري كتاب المناقب، قصة خزاعة (6/547) ، حديث (3521) ، وصحيح مسلم كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها (4/2192) ، حديث (2856) .