ويدل على ذلك أن من عادات الأكاسرة في هذا اليوم التتويج بالتاج الذي على صورة الشمس وعجلتها الدائرة عليها[1]. وقيل: إنه ظهر في عهد أفريدون الملك ومعنى هذا الاسم إدراك الثأر؛ وذلك أن أفريدون أخذ بثأر جده، جم شاد من الضحاك فقتله وأعاد المجوسية إلى ما كانت عليه فأتخذ الفرس يوم قتله عيداً، وسموه مهرجان، والمهر الوفاء، وجان سلطان، وكان معناه سلطان الوفاء، وقيل غير ذلك[2].
ومن عادة الفرس في المهرجان، أن يدهن ملكهم بدهن ألبان تبركاً، وكذلك العوام وأن يلبس القصب والوشي[3] ويتوج عليه صورة الشمس وحجلتها الدائرة عليها، ويكون أول ما يدخل عليه المؤبذان[4] بطبق فيه أترجة وقطعة سكر، ونبق، وسفرجل وعناب وتفاح وعنقود عنب أبيض، وسبع طاقات أس قد زمزم عليها، ثم بعد ذلك يدخل الناس على طبقاتهم بمثل ذلك[5].
ومن عقائدهم أن من أكل في يوم المهرجان شيئاً من الرمان وشم ماء الورد دفع عنه آفات كثيرة[6]. [1] الآثار الباقية للبيروني (222) ، وعجائب المخلوقات للقزويني (53) . [2] انظر: صبح الأعشى للقلقشندي (2/421) ، وبلوغ الأرب للألوسي (1/351-354) . [3] الوشيء: نوع من الثياب يتكون من عدة ألوان. انظر: اللسان (15/392) ، والقاموس المحيط (170) . [4] المؤبذان: بضم الميم وفتح الباء - فقيه الفرس وحاكم المجوس. انظر: القاموس المحيط (433) . [5] ضبح الأعشى للقلقشندي (2/421-422) ، وانظر: بلوغ الأرب للألوسي (2/355) .
6الآثار الباقية للبيروني (223) ، وعجائب المخلوقات للقزويني (53) .