أما بالنسبة لعوام الفرس فكانت عادتهم فيه إيقاد النار في ليلته ورش الماء في صبيحته، ويزعمون أن إيقاد النار فيه لتحليل العفونات التي أبقاها الشتاء في الهواء.
وأن رش الماء إنما هو بمنزلة الشهرة لتطهير الأبدان مما انضاف إليها من دخان النار الموقد في ليلته.
وقيل إنما فعلوا ذلك تنويهاً بذكره وإشهاراً لأمره، وقيل غير ذلك من الحكايات التي لا فائدة من ذكرها ومعرفتها[1].
ومن معتقداتهم في هذا اليوم أن من ذاق في صبيحته قبل الكلام السكر وتدهن بالزيت رفع عنه البلاء في عامة سنته، كما أنهم يتفاءلون به أيضاً[2].
2 ـ عيد المهرجان:
وهو في اليوم السادس عشر من مهرماه من شهور الفرس وبينه وبين النيروز مائة وسبعة وستون يوماً، ويكون في وسط الخريف ومدته ستة أيام، ويسمى السادس منه المهرجان الأكبر[3].
وقد اختلف في سبب تسميته بذلك:
فقيل: لأن اسمه موافق لاسم الشهر وتفسيره محبة الروح.
وقيل: أن مهر اسم الشمس وأنها ظهرت للعالم في هذا اليوم فسمى بها. [1] انظر: الآثار الباقية للبيروني (215-218) ، ونخبة الدهر للأنصاري (277-278) ، وصبح الأعشى للقلقشندي (2/418-419) ، والخطط للمقريزي (1/268) ، وبلوغ الأرب للألوسي (1/348-349) . [2] عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات للقيزويني (52) . [3] انظر: تاريخ اليعقوبي (1/175) ، ونخبة الدهر لأنصاري (379) ، وصبح الأعشى للقلقشندي (2/420-421) .