الصحابة أشهر من أن تعرف، وقد أثنى الله عليهم في عدة آي من القرآن الكريم. قال تعالى: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً} [1].
وقوله تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [2].
وأثنى عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: "لا تسبوا أصحابي فو الذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه" [3].
فالطعن فيهم رضي الله عنهم أجمعين طعن في الدين وهدم له وفي ذلك يقول الإمام مالك ـ رحمه الله ـ: " إنما هؤلاء أقوام أرادوا القدح في النبي صلى الله عليه وسلم فلم يمكنهم ذلك فقد حوا في أصحابه حتى يقال: رجل سوء ولو كان رجلاً صالحاً لكان أصحابه صالحين " [4]. [1] سورة الفتح، آية (18) . [2] سورة التوبة (100) . [3] صحيح البخاري مع فتح الباري، كتاب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم (7/21) ، حديث (3673) ومسلم، كتاب فضائل الصحابة، باب تحريم سب الصحابة رضي الله عنهم (4/1967) ، حديث (450) . [4] الصارم المسلول على شاتم الرسول صلى الله عليه وسلم لابن تيمية (570) ،