[3] - أما من يعتقد أنها الليلة المباركة التي قال الله عنها: {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ} [1]. فقد أخطأ وخالف الصواب،، فالليلة المباركة هذه هي ليلة القدر. يقول ابن كثير عند تفسير هذه الآية:
يقول الله تعالى: مخبراً عن القرآن العظيم أنه أنزله في ليلة مباركة، وهي ليلة القدر، كما قال عز وجل: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} [2]. وكان ذلك في شهر رمضان، كما قال تبارك وتعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} [3]. ومن قال: إنها ليلة النصف من شعبان، كما روي عن عكرمة فقد أبعد النجعة [4] فإن نص القرآن أنها في رمضان [5].
وقال ابن العربي بعد بيان أنها ليلة القدر وأنها في رمضان، فمن زعم أنها في غيره فقد أعظم الفرية على الله [6].
وبهذا قال جمهور العلماء وهو الراجح فعليه يبطل قول من زعم أنها ليلة النصف من شعبان لمخالفة النص الصريح للقرآن الكريم [7]. [1] سورة الدخان، آية (4) . [2] سورة القدر، آية (1) . [3] سورة البقرة، آية (185) . [4] أي المذهب. انظر: لسان العرب (8/347) ، مادة (نجع) . [5] تفسير ابن كثير (4/137) . [6] أحكام القرآن لابن العربي (4/1690) ، وانظر: عارضة الأحوذي (3/275-276) . [7] انظر: تفسير البغوي (4/148) ، وتفسير القرطبي (16/128) ، وشفاء العليل لابن القيم (45) ، وروح المعاني للألوسي (25/110) ، وتفسير القاسمي (14/5293) ،