فيستفاد منه فعل الشكر لله تعالى على ما مَنَّ به في يوم معين من إسداء نعمة، أو دفع نقمة، ويعاد ذلك في نظير ذلك اليوم من كل سنة، والشكر لله تعالى يحصل بأنواع العبادات كالسجود والصيام والصدقة والتلاوة، وأي نعمة أعظم من النعمة ببروز هذا النبي صلى الله عليه وسلم الذي هو نبي الرحمة في ذلك اليوم.
وعلى هذا فينبغي أن يتحرى اليوم بعينه، حتى يطابق قصة موسى عليه السلام في يوم عاشوراء.
ومن لم يلاحظ ذلك لا يبالي بعمل المولد في أي يوم في الشهر، بل توسع قوم فنقلوه إلى يوم من السنة، وفيه ما فيه، فهذا ما يتعلق بأصل عمله [1].
ويجاب على هذه الشبهة بما يلي:
أولاً: أن ابن حجر - رحمه الله - صرح في أول كلامه أن أصل عمل المولد بدعة لم تنقل عن أحد من السلف الصالح من القرون الثلاثة، وهذه الجملة من كلام ابن حجر كافية في ذم المولد، إذ لو كان خيراً لسبق إليه الصحابة والتابعون وأئمة الهدى من بعدهم [2] فهم خير الناس وأولى الناس باتباعه صلى الله عليه وسلم فكيف يعزب عنهم ذلك؟!
ثانياً: أن تخريج ابن حجر عمل المولد على حديث صوم عاشوراء لا يمكن الجمع بينه وبين جزمه أول تلك الفتوى بأن ذلك العمل بدعة لم تنقل عن أحد [1] حسن المقصد (63-64) ، وانظر: شرح المواهبة اللدنية للزرقاني (1/140) ، وانظر: حول الاحتفال بالمولد النبوي الشريف لمحمد علوي المالكي (8) . [2] الرد القوى لمحمود عبد الله التويجري (30) .