وما هذا الفعل إلا دليل لذلك فإن قتل الحسين فقد قتل من هو أفضل منه أبوه علي بن أبي طالب وقبله عمر وعثمان رضي الله عنهم، فلم يتخذ الرافضة لمقتل علي رضي الله عنه مأتماً كما لم يتخذ المسلمون لمقتل عمر وعثمان وما هذا إلا من تزين الشيطان لهم لإظهار العداوة والبغضاء للمسلمين.
ثم لماذا هذا البكاء وهذه النياحة على الحسين والرافضة يزعمون أن أئمتهم يعلمون الغيب وأنهم يموتون متى شاءوا، كما نص على ذلك الكليني [1] حيث قال: " باب أن الأئمة عليهم السلام يعلمون متى يموتون وأنهم لا يموتون إلا باختيارهم [2]. ثم ساق روايات في ذلك منها:
ما نسبه إلى جعفر عليه السلام أنه قال: " أنزل الله تعالى النصر على الحسين عليه السلام حتى كان ما بين السماء والأرض ثم خيره النصر أو لقاء الله فأختار لقاء الله تعالى " [3].
كما أفرد صاحب بصائر الدرجات باباً قال فيه: " باب أن الأئمة يعرفون متى يموتون ويعلمون ذلك قبل أن يأتيهم الموت ". [1] هو: أبو جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني صاحب كتاب الكافي والذي يعد أجل الكتب الأصول المعتمدة عند الرافضة، وهو بمنزلة صحيح البخاري عند المسلمين. قال محمد باقر الموسوي هو أجل الكتب الإسلامية وأعظم مصنفات الإمامية والذي لم يعمل للإمامية مثله. وقال: أغابزرك الطهراني لم يكتب مثله في المنقول من آل الرسول. وقد كانت وفاته 328هـ. انظر: الفهرست للطوسي (165) ، وجامع الرواة للأرد بيلي (2/218) ، والذريعة لاغا بزرك الطهراني (17/245) ، وحاشية الاحتجاج للطوسي (469) . [2] أصول الكافي للكليني (1/258) . [3] المصدر السابق (1/260) .