قال تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} [1].
وفي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم "ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب، ودعا بدعوى الجاهلية" [2].
وقال صلى الله عليه وسلم: "النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربال [3] من قطران [4] ودرع من جرب" [5].
وقال صلى الله عليه وسلم: "ما من مسلم يصاب بمصيبة فيقول إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيراً منها إلا آجره الله في مصيبته وأخلف له خيراً منها" [6].
وإذا كان الله قد أمر بالصبر والاحتساب عند حدثان العهد بالمصيبة فكيف مع طول الزمان؟ فكان ما زينه الشيطان لأهل الضلال والغي من اتخاذ يوم عاشوراء مأتماً، وما يصنعون فيه من الندب والنياحة، وإنشاد قصائد الحزن، [1] سورة البقرة، آية (155-157) . [2] صحيح البخاري مع فتح الباري، كتاب الجنائز، باب ليس منا من شق الجيوب (3/163) ، حديث (1294) . [3] السربال: هو القميص. انظر: النهاية لابن الأثير (2/357) . [4] القطران: هو النحاس المذاب شديد الحرارة. انظر: اللسان (5/105) ، مادة (قطر) . [5] صحيح مسلم، كتاب الجنائز، باب التشديد في النياحة (2/644) ، حديث (934) . [6] صحيح مسلم، كتاب الجنائز، باب ما يقال عند المصيبة (2/632-633) ، حديث (