كما يعمل في ذلك اليوم الموائد المسماة بسماط الحزن، ويتكون الطعام الذي يقدم عليه من العدس الأسود والملوحات والمخللات والأجبان وخبز الشعير المغير لونه قصداً إظهاراً للحزن.
فيأخذ الشعراء بالإنشاد في هذه المناسبة ويرثون آل البيت ويلقون باللآئمة على من غصب الخلافة من أصحابها الحقيقيين كما في زعمهم، ثم يذكرون الروايات والقصص التي اختلقوها والتي رواها أصحابهم في مقتل الحسين رضي الله عنه [1].
ولا زال إلى يومنا هذا تتخذ الرافضة يوم عاشوراء مأتماً يظهرون فيه الحزن والنياحة ويندبون الحسين رضي الله عنه، فتخرج المواكب العزائية في الطرقات والشوارع مظهرين اللطم بالأيدي على الخدود والصدور والضرب بالسلاسل على الأكتاف والظهور حتى تسيل الدماء.
ويحصل التشبه بالنساء فيلبس الرجال ملابس النساء لإقامة التمثيلات العزائية في الحسينيات للبكاء على الحسين.
وقد نص على جواز ذلك علماء الرافضة المعاصرين [2]. [1] انظر: الخطط للمقريزي (1/431) . [2] انظر: مقتل الحسين وفتاوى العلماء الأعلام في تشجيع الشعائر للشيخ مرتضي عياد (12-40) ، وإليك الفتوى التي قرضها أكثر من عشرين عالماً من علماء الرافضة في جواز ذلك. حيث وجهت أسئلة حول المواكب العزائية إلى رئيس الفقهاء العظام الشيخ محمد حسين العزوي النائيني، فأجاب بما يلي: [1] - خروج المواكب العزائية في عشرة عاشوراء ونحوها إلى الطرقات والشوارع مما لا شبهة في جوازه ورجحانه، وكونه من أظهر مصاديق ما يقوم به عزاء المظلوم وأيسر الوسائل لتبليغ الدعوة الحسينية إلى كل قريب وبعيد. = [2] - لا إشكال في جواز اللطم بالأيدي على الخدود والصدور حد الاحمرار والاسواد، بل يقوى جواز الضرب بالسلاسل أيضاً على الأكتاف والظهور إلى الحد المذكور، بل وان تأدى كل من اللطم والضرب على خروج دم يسير على الأقوى، وأما إخراج الدم من الناصية بالسيوف والقامات فالأقوى جواز ما كان ضرره مأموناً.
3 - الظاهر عدم الإشكال في جواز التشبيهات والتمثيليات التي جرت عادة الشيعة الإمامية باتخاذها لإقامة العزاء والبكاء والإبكاء منذ قرون.
وإن تضمنت لبس الرجال ملابس النساء على الأقوى. فهذه الفتوى المعمول بها اليوم لدى الرافضة وممن قرضها:
- آية الله العظمى السيد ميرزا عبد الهادي الشيرازي.
- آية الله العظمى السيد محسن الحكيم الطباطبائي.
- آية الله العظمى السيد محمد حسين بن الشيخ محمد المظفر.
- آية الله العظمى السيد محمد الحسن آل كاشف الغطاء.
- بل أن شيخهم خضر بن شلال صاحب كتاب أبواب الجنان، قال: الذي يستفاد من مجموع النصوص، ومنها الإخبار الواردة في زيارة الحسين المظلوم، ولو مع الخوف على النفس يجوز اللطم والجزع على الحسين كيفما كان حتى لو علم بأنه يموت في نفس الوقت. انظر: (19-20) المصدر السابق.