فصارت طائفة جاهلة ظالمة، إما ملحدة منافقة، وإما ضالة غاوية تظهر موالاته وموالاة أهل بيته، تتخذ يوم عاشوراء يوم مأتم وحزن ونياحة، فتظهر فيه شعائر الجاهلية من لطم الخدود وشق الجيوب والتعزي بعزاء الجاهلية " [1].
فهذه الطائفة هم الرافضة، وعلى مر العصور تتخذ يوم عاشوراء مأتماً وحزناً ويظهرون ذلك علناً كلما قويت لهم شوكة أو ظهرت لهم دولة.
ففي سنة اثنين وخمسين وثلاثمائة (352) ألزم معز الدولة ابن بويه [2] عاشوراء أهل بغداد بالنوح على الحسين رضي الله عنه وأمر بغلق الأسواق ومنع الطباخين من عمل الأطعمة.
وخرجت نساء الرافضة منشرات الشعور مفحمات الوجوه يلطمن ويفتن الناس. وهذا أول ما نيح عليه [3].
ولقد اتخذت الدولة الفاطمية على كثرة أعيادها ومناسباتها يوم عاشوراء يوم حزن، فكانت تتعطل فيه الأسواق ويخرج فيه المنشدون في الطرقات، وكان الخليفة يجلس في ذلك اليوم على الأرض متلثماً يرى به الحزن، كما كان القاضي والدعاة والأشراف والأمراء يظهرون وهم ملثمون حفاة. [1] مجموع الفتاوى لابن تيمية (25/307) ، والفتاوى الكبرى (2/299) . [2] هو: أبو الحسين أحمد بن بويه بن فناخسرو بن تمام معز الدولة، كان من ملوك الجور والرفض، قيل أنه رجع في مرضه عن الرفض وندم على الظلم، كانت وفاته سنة 356. انظر: البداية والنهاية (11/293) ، وشذرات الذهب (3/18) . [3] العبر في خبر من غبر للذهبي (2/89) . وانظر: البداية والنهاية (11/259) ، والنجوم الزاهرة لتغرى بردي (3/334) .