وإن وجدت قبل ذلك بعض البوادر لإقامة بعض الاحتفالات فلم تكن على تلك الصورة التي كانت في زمن الدولة الفاطمية.
فقد ذكر القلقشندي[1]: " أن أول من رسم هدايا النيروز والمهرجان في الإسلام الحجاج بن يوسف الثقفي، ثم رفع ذلك عمر بن عبد العزيز، واستمر المنع فيه إلى أن فتح باب الهدية فيه أحمد بن يوسف الكاتب[2] فإنه أهدى فيه للمأمون سفط[3] ذهب فيه قطعة عود هندي في طوله وعرضه وكتب معه هذا يوم جرت فيه العادة بإتحاف العبيد السادة "[4].
قلت: ولعل ذلك لوجود بعض الفرس في الوزارة العباسية مما جعلهم يحتفلون بهذه المناسبة ولم يكن الاحتفال بالنيروز والمهرجان في هذا العصر بإظهار [1] هو: شهاب الدين أبو العباس أحمد بن علي بن أحمد بن عبد الله القلقشندي أديب فقيه، شافعي المذهب، توفي في جمادى الآخر سنة 821. انظر: شذرات الذهب (7/149) ، والأعلام (1/177) . [2] هو: أحمد بن يوسف بن القاسم بن صبيح العجلي بالولاء، المعروف بالكاتب، من كبار الكتّاب من أهل الكوفة، ولي ديوان الرسائل للمأمون، توفي ببغداد سنة 213هـ. انظر: البداية والنهاية (10/280) ، والأعلام (1/72) . [3] هو: وعاء كالقفة. انظر: القاموس (865،1126) . [4] صبح الأعشى للقلقشندي (2/420ـ421) .