المبحث الثاني: أمثلة لوقوع المشابهة في أعياد الكفار
مع صراحة الأدلة ووضوحها في تحريم مشابهة الكفار في أعيادهم فضلاً عن مشاركتهم فيها، نجد أن بعض المسلمين خالفوا تلك النصوص فحاكوا الكفار في أعيادهم وشاركوهم أفراحهم، وهذا مصداقاً لقوله صلى الله عليه وسلم: "لتتبعنّ سنن من كان قبلكم" [1].
وبالنظر إلى مشاركة بعض المسلمين للكفار في أعيادهم وأفراحهم نجد أنها لم تظهر ولم تعرف إلا بعد مضي القرون المفضلة، وذلك عندما توسعت الفتوحات الإسلامية وشملت كثيراً من بلدان العالم ودخل في الإسلام من أهل الديانات الأخرى من أضمر العداوة والكيد وأظهر الإسلام.
ومعلوم أن لكل ديانة ما يميزها عن الأخرى وخاصة في الاحتفالات التي يرون أن فيها إظهاراً لشعائر الدين، ومتى سنحت الفرصة لهؤلاء أظهروا تلك الشعارات، ولا سيما إذا توصلوا إلى بلاط السلاطين والحكام أو جاءت السلطة تحت أيديهم.
ويتجلى ذلك واضحاً في القرن الرابع الهجري، حيث انتشرت فيه أعياد الكفار والمشركين وأصبحت تقام طوال العام في ظل الدولة الفاطمية[2] الرافضية الحاقدة. [1] تقدم تخريجه، ص (112) . [2] بدأت الدولة الفاطمية بدخول المعز محمد بن إسماعيل القاهرة سنة 362هـ، وهو بداية حكمهم في مصر وانتهت بوفاة العاضد سنة 567هـ. وحقيقة الدولة الفاطمية أنها دولة رافضية باطنية = وانتسابها إلى ولد علي رضي الله عنه انتساب باطل لا يصح. وأهل علم الأنساب من المحققين ينكرون دعوى ذلك النسب، فحقيقة مذهبهم الكفر المحض واعتقادهم الرفض، وقد قال عنهم شيخ الإسلام ابن تيمية: بأنهم من أفسق الناس ومن أكفر الناس، وإن من شهد لهم بالإيمان والتقوى أو بصحة النسب فقد شهد بما لا يعلم، وهؤلاء القوم يشهد عليهم علماء الأمة وأئمتها وجماهيرها أنهم كانوا منافقين زنادقة يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر. انظر ذلك في: البداية والنهاية (11/291ـ369) ، ومجموع الفتاوى لابن تيمية (35/120) ، وما بعدها، ووفيات الأعيان (3/117ـ118) .