وقال عكرمة[1]: "لعب كان في الجاهلية يسمى بالزور"[2]، وقيل: "أن الزور هو الشرك وعبادة الأصنام، وقيل: الكذب والفسق والكفر واللغو والباطل"[3].
وقال قتادة[4]: "المراد لا يساعدون أهل الباطل على باطلهم"[5].
قلت: وأعياد الكفار من الباطل ومشاركتهم فيها إعانة لهم على فعل ذلك الباطل.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وقول هؤلاء التابعين أنه أعياد الكفار، ليس مخالفاً لقول بعضهم: أنه الشرك أو صنم كان في الجاهلية، ولقول بعضهم: أنه مجالس الخنا، وقول بعضهم أنه الغناء؛ لأن عادة السلف في تفسيرهم، هكذا يذكر الرجل نوعاً من أنواع المسمى لحاجة المستمع إليه، أو لينبه به على الجنس.
ووجه تفسير التابعين المذكورين أن الزور: هو المحسن المموه حتى يظهر بخلاف ما هو عليه في الحقيقة. [1] هو: أبو عبد الله عكرمة البربري المدني، مولى ابن عباس، أصله من البربر من علماء التابعين، ومن المتبحرين بالتفسير، من كبار تلاميذ ابن عباس، لم يثبت تكذيبه عن ابن عمر ولا تثبت عنه بدعة، وتوفي (104هـ) . انظر ترجمه: تقريب التهذيب (397) ، وتذكرة الحافظ (1/95) . [2] تفسير القرطبي (13/79ـ80) . [3] تفسير ابن كثير (3/328) ، وتفسير البغوي (3/378) . [4] هو: قتادة بن دعامة بن قتادة السدوسي، أبو الخطاب البصري الأعمى، أحد العلماء التابعين من أحفظ الناس، وكان فقيهاً وعالماً بالتفسير، توفي رحمه الله سنة (117هـ) وعمره 57هـ سنة. انظر ترجمته: البداية والنهاية (9/313) ، وتقريب التهذيب (453) . [5] تفسير البغوي (3/378) . وانظر: فتح القدير للشوكاني (4/89) .