كيف يستعمله يا رسول الله؟! قال: " يوفقه لعمل صالح قبل الموت” [1].
وروى الإمام أحمد بسنده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “إذا أراد الله بعبد خيراً عَسَلَه، فقيل: وما عسله؟ قال: يفتح له عملاً صالحاً بين يدي موته حتى يرضى عنه من حوله”، وفي رواية قال: “يفتح له عملاً صالحاً قبل موته ثم يقبضه عليه” [2].
نخلص مما مضى إلى أن الشقاوة والسعادة قد سبق بهما الكتاب الأول، وأنهما مقدرتان بحسب خواتم الأعمال، وكلٌ ميسر لما خلق له، ومن مات على شيء حكم له به من خير أو شر، مع الجزم بأن أصحاب الكبائر غير الكفر تحت المشيئة. [1] رواه الترمذي، كتاب القدر، باب ما جاء أن الله كتب كتاباً لأهل الجنة وأهل النار ح2142، وقال: هذا حديث حسن صحيح، وأورده الألباني في صحيح سنن الترمذي[2]/445 ح2142 وقال: صحيح. [2] رواه أحمد في مسنده 5/224 وَ 4/200 وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير[1]/117 ح307 وسلسلة الأحاديث الصحيحة 3/107- 108 ح1114.
المطلب الثاني: حسن الخاتمة وأبرز علاماتها
حسن الخاتمة هو أن يموت العبد على حال ترضي الله سبحانه وتعالى، وقد دل كتاب الله تعالى على أهمية حسن الخاتمة، في آيات، منها قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [1]، وقوله جل وعلا: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} [2]، فلا بد من الالتزام بالعبادة والتقوى حتى الموت؛ فإن ذلك من أعظم أسباب حسن الخاتمة.
ولا شك أن من أعظم أسباب حسن الخاتمة الحرص على سلامة العقيدة [1] سورة آل عمران، الآية 102. [2] سورة الحجر، الآية 99.