نام کتاب : نظرية المقاصد عند الإمام الشاطبي نویسنده : الريسوني، أحمد جلد : 1 صفحه : 240
أما بهذا الاعتبار، فليست هناك مصلحة مرسلة أبدًا.
فأي مصلحة تبقى مرسلة بعد قول الله تعالى: {وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [1] وقوله عز وجل: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ} [2] وبعد أن بين سبحانه أنه أرسل رسوله إلى الناس {يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ} [3] وبعد أن جعل شعار المؤمنين -بعد غمانهم- هو {وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} [4] وبعد أن أمر سبحانه بالتعاون على كل ذلك: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى} [5].
فالناس مأمورون -في هذه الآيات وغيرها- بفعل الخير، وبالعدل والإحسان وبفعل المعروف، وبفعل الصالحات، وبفعل البر، ومأمورون بالتعاون على ذلك كله. وعلى ذلك كله يتوقف فلاحهم {لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} ، ولا فلاح لهم -لا في دنيا ولا في آخرة- إلا بهذا: {وَالْعَصْرِ، إِنَّ الْأِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ، إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} .
ومما هو جدير بالتدبر في هذا المقام ما خرجه الإمام مسلم عن مجاشع بن مسعود السلمي قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم أبايعه على الهجرة فقال: "إن الهجرة قد مضت لأهلها، ولكن على الإسلام والجهاد والخير".
والحق أن أي نص من هذه النصوص، كاف وحده للدلالة على أنه ليست هناك مصلحة أو منفعة، إلا وهي مطلوبة، ومشمولة بعناية الشريعة ورعايتها.
وأيضًا، فقد أجمع العلماء -على اختلاف تخصصاتهم، ومذاهبهم، وعصورهم- على كون الشريعة قد تضمنت حفظ الضروريات، والحاجيات، والتحسينيات، وأن أمهات المصالح المحفوظة -أو المطلوب حفظها- هي: الدين، [1] سورة الحج، 77. [2] سورة النحل، 90. [3] سورة الأعراف، 157. [4] يوجد منها في القرآن عشرات. [5] سورة المائدة، 2.
نام کتاب : نظرية المقاصد عند الإمام الشاطبي نویسنده : الريسوني، أحمد جلد : 1 صفحه : 240