ذلك: إما بإقراره أو ما ينزل منزلة الإقرار: كأن يدعو الحديث إلى مبدأ يدعو إليه الوضاع، أو تدل على ذلك قرائن الأحوال.
ب- قد يأخذ الواضع كلام غيره فينسبه إلى النبي صلى الله عليه وسلم, ويكون الموضوع إما من كلام الصحابة أو من كلام التابعين أو بعض قدماء الحكماء.. ونحو ذلك1.
ج- قد يهم الراوي فينسب كلام الغير إلى النبي صلى الله عليه وسلم عن غير قصد وتعمد للوضع مثل "ومن كثرت صلاته في الليل حسن وجهه في النهار"2، ولذا عده
1 انظر لأمثلة ذلك: الفوائد الموضوعة: للكرمي ص101، الأسرار المرفوعة: للقاري ص 179، المصنوع ص 138.
(2) هذا الحديث رواه عدد من أهل العلم, فقد رواه ابن ماجه في سننه في كتاب إقامة الصلاة, باب ما جاء في قيام الليل ج 1 ص 422 رقم 1333 بسنده إلى ثابت بن موسى عن شريك عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.. فذكره. ورواه العقيلي في الضعفاء ج 1 ص 176 في ترجمة ثابت بن موسى, ثم قال: "عن الأعمش, حديثه باطل ليس له أصل" ثم ذكر هذا الحديث بإسناده إلى ثابت.. به, ورواه بن عدي في الكامل ج 2 ص 525 – 526 في ترجمة ثابت بن موسى, فقال: روى عن شريك حديثين منكرين بإسناد واحد ولا يعرف الحديثان إلا به, ثم ذكر هذا الحديث. وذكره ابن حبان في المجروحين ج 1 ص 207 في ترجمة ثابت بن موسى فقال: "وهو الذي روى عن شريك عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه في النهار", وهذا قول شريك قاله عقب حديث الأعمش عن أبي سفيان عن جابر: "يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم ثلاث عقد" فأدرج ثابت بن موسى في الخبر وجعل قول شريك كلام النبي صلى الله عليه وسلم ثم سرق هذا من ثابت بن موسى جماعة ضعفاء وحدثوا به عن شريك".ولمزيد البحث هنا انظر الموضوعات لابن الجوزي ج 2 ص 109 - 111, المقاصد الحسنة للسخاوي ص 666 رقم 1169.