التمهيد:
الحديث الموضوع
تعريفه:
أ- لغة: سم مفعول من وضع الشيء يضعه - بالفتح - وضعاً، وتأتي مادة (وضع) في اللغة لمعاني عدة منها: الإسقاط، الترك، الافتراء والإلصاق1.
ب- أما في اصطلاح المحدثين: فقد عرفه ابن الصلاح (ت643) بقوله: هو المختلق المصنوع2، وعرفه غيره بأنه هو: ما نسب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم اختلاقا وكذباً مما لم يقله أو يفعله أو يقره3.
التعريف به:
الموضوع شر الحديث الضعيف جملة وتفصيلاً، وقد جعله العلماء آخر درجات الحديث الضعيف، وإنما جعلوه من درجاته لأجل التقسيم المعرفي وبحسب إدعاء واضعه، وإلا فهو ليس من أنواع الحديث أصلاً.
وللعلماء عبارات متعددة للتعريف به والإشارة إليه ومنها:
1- التصريح بوضعه فيقولون: موضوع، باطل، كذب.
2- قولهم في الحديث: لا أصل له، لا أصل له بهذا اللفظ، ليس له أصل، أو نحو هذه الألفاظ.
3- قولهم في الحديث: لا يصح, لا يثبت, لم يصح في هذا الباب شيء.
أصله ومصدره:
الحديث الموضوع يكون مصدره من عدة طرق، أهمها:
أ - قد يخترعه الواضع من نفسه ابتداءً, وينسبه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم, ويعرف
1 القاموس المحيط, مادة (وضع) 694, 695.
2 علوم الحديث: لابن الصلاح ص 89.
3 توضيح الأفكار: للصنعاني (الحاشية) ج2 ص 68.