ومن هنا ذهبَ بعضُ الأئمَّة إلى تضعيفه وردِّ ما يتفرَّد به من روايات.
قال الذهبيُّ في وَصْفه: «الحافظُ العالم الزَّاهد شيخ المشايخ ... سمع خلقًا كثيرًا، وكتب العاليَ والنازلَ، وصنَّف وجمعَ، وسارت بتصانيفه الرُّكْبان ... إلا أنه ضعيفٌ» (1) .
وقال أيضًا: «في القلب ممَّا يتفرَّد به» (2) .
ودافعَ عنه بعضُ الأئمَّة بأن مثله لا يتعمَّد الكذب، وحَمَلوا ما رواه من الأباطيل على أنه من الوَهَم (3) .
وأكثر ما أُخِذ عليه: تأليفه لكتاب "حقائق التفسير"، فقد أبعَدَ فيه النَّجْعَة، وتنكَّب مذهبَ أهل السنة، ومضى مع الصُّوفيَّة في غُلُوِّهم وفلسفتهم، حتى عُدَّ كثيرٌ مما فيه من زَنْدَقَة الباطنيَّة والقَرامِطَة، وتحريفًا لكلام الله ومُراده.
قال الذهبيُّ: «في تصانيفه أحاديثُ وحكاياتٌ موضوعة، وفي "حقائق التفسير" أشياءُ لا تَسوغ أصلاً، عدَّها بعضُ الأئمة من زندقة الباطنيَّة، وعدَّها بعضُهم عرفانًا وحقيقة، نعوذ بالله من الضَّلال ومن الكلام بهوى، فإن الخيرَ كلَّ الخير في متابعة السنة والتمسُّك بهدي الصَّحابة والتابعين رضي الله عنهم» (4) .
(1) "تذكرة الحفاظ" (3/1046- 1047) باختصار.
(2) "ميزان الاعتدال" (3/524) .
(3) انظر "السير" (17/255) ، و"لسان الميزان" (5/141) .
(4) "السير" (17/252) .