responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نوادر الأصول في أحاديث الرسول نویسنده : الترمذي، الحكيم    جلد : 3  صفحه : 65
قَالَ (الَّذين اهتروا فِي ذكر الله يأْتونَ يَوْم الْقِيَامَة خفافا يضع الذّكر عَنْهُم أثقالهم)
فالمهتر إِذا نطق يشبه كَلَامه كَلَام من لم يَسْتَعْمِلهُ عقله لِأَن الْعقل يخرج الْكَلَام على اللِّسَان بتدبير وتؤدة وتأني وَهَذَا المهتر إِنَّمَا ينْطق بِهِ فَكَأَنَّهُ المَاء على لِسَانه يجْرِي حَتَّى يشبه الهذيان فِي بعض أَحْوَاله عِنْد الْعَامَّة وَهُوَ فِي الْبَاطِن مَعَ الله تَعَالَى من أصفي الناطقين وأصدقهم والمهتر فِي اللُّغَة الشَّيْخ الْكَبِير الَّذِي قد أفند عقله وَهُوَ يهتر فِي الْكَلَام كالخرف فَهَذَا قد خمد نور عقله لنُور وَجهه الْكَرِيم بِمَنْزِلَة قمر طلع عَلَيْهِ شمس فخمد نور الْقَمَر بضوء الشَّمْس فَلم يعْمل عقله ذَلِك الْعَمَل وَمن خمد عقله للقرب والدنو فقد اسْتوْجبَ من الله تَعَالَى كَرَامَة أنطق لِسَانه وَحفظ عَلَيْهِ شَأْنه وأيده وَعَصَمَهُ فَصَارَ بَيت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لتبوئة الذّكر على الْوَجْه الَّذِي بَينا
والأهل والآل بِمَنْزِلَة وَاحِدَة إِذْ الْهَاء والهمزة أختَان تجزي أحديهما عَن الْأُخْرَى وَإِنَّمَا قيل أهل لِأَنَّهُ حَيْثُ مَا ذهب بِهِ فَهُوَ رَاجع إِلَى ذَلِك المستقر فَكَذَا الْآل حَيْثُ مَا تفرق وَالنّسب يؤول إِلَى الأَصْل فَأهل الْبَيْت كل من رَجَعَ نسبه إِلَى ذَلِك الأَصْل فَكَذَا أهل بَيت الرَّسُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَإِن الله تَعَالَى قد أَخذ الرَّسُول عَلَيْهِ السَّلَام من خلقه فاختصه لنَفسِهِ واصطفاه لذكره فَكَانَ فِي كل أَمر قلبه رَاجعا إِلَى الله تَعَالَى من عِنْده يصدر وَمَعَهُ يَدُور وَإِلَيْهِ يرجع فَكَانَ هَذَا بَيْتا أشرف وَأَعْلَى من الْبَيْت الَّذِي هيأ لَهُ فِي أرضه وَهُوَ النّسَب فَكَانَ هَذَا الْبَيْت عَالِيا على ذَلِك الْبَيْت أَلا ترى أَنه غلب على النّسَب نِسْبَة مَا أكْرمه الله تَعَالَى بِهِ من الْأَمَانَة فَكَانَ يُقَال مُحَمَّد بن عبد الله ثمَّ يُقَال مُحَمَّد

نام کتاب : نوادر الأصول في أحاديث الرسول نویسنده : الترمذي، الحكيم    جلد : 3  صفحه : 65
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست