نام کتاب : كشف الخفاء - ط القدسي نویسنده : العجلوني جلد : 2 صفحه : 221
الحيري في يوم عيد في المصلى وكان من عادته إذا التقى بواحد منا يسأله بحضرة
الناس عن مسائل فقهية يريد بذلك إجلاله وزيادة محله عند العوام فسألني بحضرة الناس في مصلى العيد عن مسائل فلما فرغ منها قلت له أيها الأستاذ في قلبي شئ أردت أن أسألك عنه منذ حين قال قل قلت إني رجل قد دفعت إلى صحبة الناس وحضور هذه المحافل وإني ربما أدخل مجلسا فيقوم لي بعض الحاضرين ويتقاعد عن القيام لي بعضهم فأجدني أنقم على المتقاعد حتى لو قدرت على الإساءة عليه فعلت قال فلما فرغت سكت أبو عثمان وتغير لونه ولم يجبني بشئ فلما رأيته تغير سكت ثم انصرفت من المصلى فلما كان بعد العصر قعدت وأذنت للناس فدخل علي عند المساء جار لي قلما كان يتخلف عن مجلس أبي عثمان فقلت له من أين أقبلت قال من مجلس أبي عثمان قلت فيما كان يتكلم قال أخذ في المجلس من أوله إلى آخره في رجل كان ظنه به أجمل ظن فأخبره عن سره بشئ أنكره أبو عثمان وتغير ظنه به قال أبو بكر فعلمت أنه حديثي قلت وبماذا ختم حديث ذاك الرجل قال قال أبو عثمان أظهر لي من باطنه شيئا لم أشم منه رائحة الإيمان ويشبه أن يكون على الضلال ما لم تطهره توبته من الذي أخبرني به عن نفسه.
قال الشيخ أبو بكر فوقع علي البكاء وتبت إلى الله عز وجل مما كنت عليه انتهى، والابتلاء بهذا كثير نسأل الله العافية وقد ألف الإمام النووي في ذلك تأليفا مختصرا نافعا ذكر فيه الأحاديث الواردة في ذلك والآثار وحاصل ما ذكره أن القيام لأهل الفضل ونحوهم كالأصل مندوب إليه ومرغب فيه إذا كان على سبيل التوقير والاحترام لا على سبيل الافتخار والاعتظام وذكر فيه بيتين لبعضهم وهما:
قيامي والعزيز إليك حق ... وترك الحق ما لا يستقيم
فهل أحد له لب وعقل ... ومعرفة يراك ولا يقوم
وقلت في ذلك مع زيادة:
قيامي على الأقدام حق وسعيها للقياك يا فرد الزمان أكيد
نام کتاب : كشف الخفاء - ط القدسي نویسنده : العجلوني جلد : 2 صفحه : 221