القيس والسائحة والأساورة بلا حق استوجبوه منهما ولا كان ذلك لهما دون الإمام ولو أنهما فعلا ذلك بأبى بكر وعمر لقاتلاهما ولقد علم من ها هنا من أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - أن أبا بكر وعمر لم يرضيا ممن امتنع من بيعة أبى بكر حتى بايع وهو كاره ولم يكونوا بايعوه بعد الأنصار فما بالى وقد بايعانى طائعين غير مكرهين ولكنهما طمعا منى فى ولاية البصرة واليمن فلما لم أوليهما وجاءهما الذى غلب من حبهما للدنيا وحرصهما عليها خفت أن يتخذا عباد الله خولا ومال المسلمين لأنفسهما فلما زويت عنهما وذلك بعد أن جربتهما واحتججت عليهما فقام إليه رجل فقال يا أمير المؤمنين أخبرنا عن الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر أواجب هو قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول إنما أهلك الله الأمم السالفة قبلكم بتركهم الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر يقول الله {كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون} [المائدة: 79] وإن الأمر بالمعروف والنهى