وليس كل طالب يصيب ولا كل غائب يئوب وأكرم نفسك عن كل ريبة وإن ساقتك إياك أن تعتاض بما تبذل من نفسك عوضا وقد جعلك الله به حرا وما منفعة خير لا يدرك باليسير ويسير لا ينال إلا بالعسير وإياك أن توجف بك مطايا الطمع فتوردك مناهل الهلكة وإن استطعت ألا يكون بينك وبين الله ذو نعمة فافعل فإنك مدرك قسمك وآخذ سهمك وإن اليسير من الله أعظم وأكرم وإن كان كل من الله ولله المثل الأعلى واعلم أن لك فى يسير مما تطلب فتنال من الملوك افتخارا وبيع عرضك ودينك عليك عار فاقتصد فى أمرك تحمد معقبة عقلك إنك لست بائعا شيئا من عرضك ودينك إلا بثمن والمغبون من حرم نصيبه من الله فخذ من الدنيا ما أتاك وتولى عما تولى عنك فإن أنت لم تفعل فأجمل فى الطلب وإياك ومقاربة من يسيئك وتباعد من السلطان ولا تأمن خدع الشيطان ومتى ما رأيت منكرا من أمرك فأصلحه بحسن نظرك فإن لكل وصف صفة ولكل قول حقيقة ولكل أمر وجها ينال الأريب فيه رشده ويهلك الأحمق بتعسفه فيه نفسه