ودوامها وكثرة صنوف لذاتها وقلة آفاتها إذا سلمت وفكر فى ألوان عذابها وشدة غمومها وأصناف نكالها إن أنت أيقنت فإن ذلك يزهدك فى الدنيا ويرغبك فى الآخرة ويصغر عندك زينة الدنيا وغرورها وزهرتها فقد نبأك الله عنها وبين أمرها وكشف عن مساوئها فإياك أن تغتر بما ترى من إخلاد أهلها إليها وتكالبهم عليها ككلاب عاوية وسباع ضارية يهر بعضهم إلى بعض ويقهر عزيزها ذليلها وكثيرها قليلها قد أضلت أهلها عن قصد السبيل وسلكت بهم طريق العمى وأخذت بأبصارهم عن منهج الصواب فتاهوا فى حيرتها وغرقوا فى فتنتها واتخذوها رياء فلعبت بهم ولعبوا بها ونسوا ما وراءها فإياك يا بنى أن تكون مثل من قد شانته بكثرة عيوبها أى بنى إنك إن تزهد فيما قد زهدتك فيه من أمر الدنيا وتعرض نفسك عنها فهى أهل ذاك فإن كنت غير قابل نصحى إياك منها فاعلم يقينا أنك لن تبلغ أملك ولن تعدو أجلك فإنك فى سبيل من قد كان قبلك فأجمل فى الطلب واعرف سبيل المكتسب فإنه رب طلب قد جر إلى حرب