شيئا لو أصابك أصابنى وكأن الموت لو أتاك أتانى فعنانى من أمرك ما عنانى من نفسى فكتبت إليك كتابى هذا إن أنا بقيت أو فنيت وإنى أوصيك يا بنى بتقوى الله ولزوم أمره وعمارة قلبك بذكره والاعتصام بحبله فهو أوثق السبب بينك وبينه يا بنى أحى قلبك بالموعظة وموته بالزهد وقوه باليقين وذلله بذكر الموت وأكثره بالفناء وبصره فجائع الدنيا وحذره صولة الدهر وفحش تقلب الأيام وأعرض عليه أخبار الماضين وذكره ما أصاب من كان قبله وسر فى ديارهم واعتبر بآثارهم وانظر ما فعلوا وعم انتقلوا وأين حلوا فإنك تجدهم انتقلوا عن الأحبة وحلوا دار الغربة وكأنك عن قليل قد صرت كأحدهم فأصلح مثواك وأحرز آخرتك ودع القول فيما لا تعرف والدخول فيما لا تكلف وأمسك عن السير إذا خفت ضلالة فإن الكف عند حيرة الضلالة خير من ركوب الأهوال وأمر بالمعروف تكن من أهله وأنكر المنكر بيدك ولسانك وباين من فعله بجهدك وخض الغمرات إلى الحق وتفقه فى الدين وعود نفسك الصبر على المكروه