responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح نویسنده : القاري، الملا على    جلد : 9  صفحه : 3960
يَا أَبَا عَمْرٍو لَسْتَ غَنِيًّا؟ ! قَالَ: هَذِهِ وَصْلَةٌ مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ لَا صَدَقَةٌ، وَهُوَ مِنْ مَالٍ حَلَالٍ، فَتَصَدَّقَ عَلَيْهِمْ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ مِائَةً وَخَمْسِينَ أَلْفَ دِينَارٍ، فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ جَلَسَ فِي بَيْتِهِ، وَكَتَبَ جَرِيدَةً بِتَفْرِيقِ جَمِيعِ الْمَالِ عَلَى الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ حَتَّى كَتَبَ أَنَّ قَمِيصَهُ الَّذِي عَلَى بَدَنِهِ لِفُلَانٍ وَعِمَامَتَهُ لِفُلَانٍ، وَلَمْ يَتْرُكْ شَيْئًا مِنْ مَالِهِ إِلَّا كَتَبَهُ لِلْفُقَرَاءِ، فَلَمَّا صَلَّى الصُّبْحَ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - هَبَطَ جِبْرِيلُ وَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ: أَقْرِئْ مِنِّي عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّلَامَ وَاقْبَلْ مِنْهُ الْجَرِيدَةَ ثُمَّ رُدَّهَا عَلَيْهِ وَقُلْ لَهُ قَدْ قَبِلَ اللَّهُ صَدَقَتَكَ وَهُوَ وَكِيلُ اللَّهِ وَوَكِيلُ رَسُولِهِ، فَلْيَصْنَعْ فِي مَالِهِ مَا شَاءَ وَلِيَتَصَرَّفَ فِيهِ كَمَا كَانَ يَتَصَرَّفُ قَبْلَ يَوْمٍ، وَلَا حِسَابَ عَلَيْهِ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ» . أَخْرَجَهُ الْمُلَّا فِي سِيرَتِهِ. وَعَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ أَعْتَقَ ثَلَاثِينَ أَلْفًا أَخْرَجَهُ صَاحِبُ الصَّفْوَةِ. وَعَنْ مُحَمَّدٍ: أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ تُوُفِّيَ وَكَانَ فِيمَا خَلَّفَهُ ذَهَبٌ قُطِّعَ بِالْفُئُوسِ حَتَّى مَجَلَتْ أَيْدِيِ الرِّجَالِ مِنْهُ، وَتَرَكَ أَرْبَعَ نِسْوَةٍ، فَأَصَابَ كُلَّ امْرَأَةٍ ثَمَانُونَ أَلْفًا أَخْرَجَهُ فِي الصَّفْوَةِ. وَعَنْ صَالِحِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: صَالَحْنَا امْرَأَةَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الَّتِي طَلَّقَهَا فِي مَرَضِهِ مِنْ ثُلُثِ الثُّمُنِ بِثَلَاثَةٍ وَثَلَاثِينَ أَلْفًا. وَفِي رِوَايَةٍ مِنْ رُبْعِ الثُّمُنِ أَخْرَجَهُ أَبُو عَمْرٍو. قَالَ الطَّائِيُّ: قُسِّمَ مِيرَاثُهُ عَلَى سِتَّةَ عَشَرَ سَهْمًا، مَبْلَغُ نَصِيبِ كَلِّ امْرَأَةٍ مِائَتَيْ أَلْفِ دِرْهَمٍ.

6131 - وَعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - قَالَتْ: «سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ لِأَزْوَاجِهِ: " إِنَّ الَّذِي يَحْثُو عَلَيْكُنَّ بَعْدِي هُوَ الصَّادِقُ الْبَارُّ، اللَّهُمَّ اسْقِ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ مِنْ سَلْسَبِيلِ الْجَنَّةِ» . رَوَاهُ أَحْمَدُ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
6131 - (وَعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ) : وَهِيَ إِحْدَى أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ (قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ لِأَزْوَاجِهِ " إِنَّ الَّذِي يَحْثُو) ، أَيْ: يَجُودُ وَيَنْثُرُ (" عَلَيْكُنَّ ") ، أَيْ: مَا تُنْفِقْنَ (" بَعْدِي ") ، أَيْ: بَعْدَ مَوْتِي (" هُوَ الصَّادِقُ) ، أَيِ: الصَّادِقُ الْإِيمَانِ (" الْبَارُّ ") بِتَشْدِيدِ الرَّاءِ أَيْ صَاحِبُ الْإِحْسَانِ (" اللَّهُمَّ اسْقِ) : بِوَصْلِ الْهَمْزَةِ وَقَطْعِهَا (عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ مِنْ سَلْسَبِيلِ الْجَنَّةِ) . وَهَذَا دُعَاءٌ لَهُ قَبْلَ أَنْ يَصْدُرَ عَنْهُ مَا صَدَرَ مِنَ الْحَثْيِ كَأَنَّهُ صَنَعَ الصَّنِيعَةَ فَشَكَرَهُ وَدَعَا لَهُ، وَمِنْ هُنَا دَعَتِ الصِّدِّيقَةُ لَهُ بِهَذَا الدُّعَاءِ حِينَ تَصَدَّقَ عَلَى أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ بِالْحَدِيقَةِ (رَوَاهُ أَحْمَدُ) . وَفِيهِ مُعْجِزَةٌ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَذَا ذَكَرَ الطِّيبِيُّ، وَلَا يَبْعُدُ أَنْ يَكُونَ الدُّعَاءُ هُنَا أَيْضًا مِنْ كَلَامِهَا - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا -.

6132 - وَعَنْ حُذَيْفَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: «جَاءَ أَهْلُ نَجْرَانَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! ابْعَثْ إِلَيْنَا رَجُلًا أَمِينًا، فَقَالَ: " لَأَبْعَثَنَّ إِلَيْكُمْ رَجُلًا أَمِينًا حَقَّ أَمِينٍ " فَاسْتَشْرَفَ لَهَا النَّاسُ، قَالَ: فَبَعَثَ أَبَا عُبَيْدَةَ ابْنَ الْجَرَّاحِ» . مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
6132 - (وَعَنْ حُذَيْفَةَ) ، أَيِ: ابْنِ الْيَمَانِ صَاحِبِ سِرِّ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَقَدْ سَبَقَ ذِكْرُهُ (قَالَ: جَاءَ أَهْلُ نَجْرَانَ) : بِفَتْحِ نُونٍ فَسُكُونِ جِيمٍ مَوْضِعٌ بِالْيَمَنِ، فُتِحَ سَنَةَ عَشْرٍ سُمِّي بِنَجْرَانَ بْنِ زَيْدَانَ بْنِ سَبَأٍ، وَمَوْضِعٌ بِحَوْرَانَ قُرْبَ دِمَشْقَ، وَمَوْضِعُهُ بَيْنَ الْكُوفَةِ. وَوَاسِطَةُ الْكُلُّ مِنَ الْقَامُوسِ، وَالْمُرَادُ بِهِ الْأَوَّلُ عَلَى مَا هُوَ الظَّاهِرُ. (إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ ابْعَثْ) ، أَيْ: أَرْسِلْ (إِلَيْنَا رَجُلًا أَمِينًا) ، أَيْ: لِيَكُونَ أَمِيرًا أَوْ قَاضِيًا أَوْ مُعَلِّمًا لَنَا (فَقَالَ: " لَأَبْعَثَنَّ إِلَيْكُمْ رَجُلًا أَمِينًا حَقَّ أَمِينٍ ") . بِالنَّصْبِ عَلَى أَنَّهُ مَفْعُولٌ مُطْلَقٌ نَحْوُ قَوْلِهِمْ: قَدِمْتُ خَيْرَ مَقْدَمٍ أَيْ: أَمِينًا صَادِقَ الْأَمْنِ وَثَابِتَهُ وَمُسْتَحِقًّا أَنْ يُقَالَ لَهُ الْأَمِينُ. قَالَ الطِّيبِيُّ: فِيهِ تَوْكِيدٌ، وَلِذَا أَضَافَهُ نَحْوُ: إِنَّ زَيْدًا لَعَالِمٌ حَقُّ عَالِمٍ وَجِدُّ عَالِمٍ أَيْ عَالِمٌ حَقًّا وَجِدًّا، يَعْنِي عَالِمٌ يُبَالِغُ فِي الْعِلْمِ جِدًّا وَلَا يَتْرُكُ مِنَ الْجِدِّ الْمُسْتَطَاعِ مِنْهُ شَيْئًا، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ} [الحج: 78] أَيْ جِهَادٌ فِيهِ حَقًّا خَالِصًا لِوَجْهِهِ، فَعُكِسَ وَأُضِيفَ الْحَقُّ إِلَى الْجِهَادِ مُبَالَغَةً. (فَاسْتَشْرَفَ) ، أَيْ: طَمِعَ (لَهَا) ، أَيْ: لِلْإِمَارَةِ وَتَوَقَّعَهَا (النَّاسُ) أَيْ حِرْصًا بِهِمْ عَلَى تَحْصِيلِ صِفَةِ الْأَمَانَةِ لَا عَلَى الْوِلَايَةِ مَنْ حَيْثُ هِيَ (قَالَ) ، أَيْ: حُذَيْفَةُ (فَبَعَثَ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاجِ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ) .

6133 - وَعَنْ عَلِيٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: «قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: مَنْ نُؤَمِّرُ بَعْدَكَ؟ قَالَ: إِنْ تُؤَمِّرُوا أَبَا بَكْرٍ تَجِدُوهُ أَمِينًا زَاهِدًا فِي الدُّنْيَا رَاغِبًا فِي الْآخِرَةِ، وَإِنْ تُؤَمِّرُوا عُمَرَ تَجِدُوهُ قَوِيًّا أَمِينًا لَا يَخَافُ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ، وَإِنْ تُؤَمِّرُوا عَلِيًّا - وَلَا أَرَاكُمْ فَاعِلِينَ - تَجِدُوهُ هَادِيًا مَهْدِيًّا يَأْخُذُ بِكُمُ الطَّرِيقَ الْمُسْتَقِيمَ» . رَوَاهُ أَحْمَدُ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
6133 - (وَعَنْ عَلِيٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَنْ نُؤَمِّرُ) : بِضَمِّ نُونٍ وَفَتَحِ هَمْزَةٍ وَكَسْرِ مِيمٍ مُشَدَّدَةٍ فَرَاءٍ أَيْ مَنْ نَجْعَلُهُ أَمِيرًا عَلَيْنَا (بَعْدَكَ) أَيْ بَعْدَ مَوْتِكَ، وَفِي نُسْخَةٍ صَحِيحَةٍ بِالتَّاءِ الْفَوْقِيَّةِ بَدَلَ النُّونِ أَيْ مَنْ تَجْعَلُهُ أَمِيرًا عَلَيْنَا بَعْدَكَ، وَيُؤَيِّدُ الْأَوَّلَ قَوْلُهُ: (قَالَ: " إِنْ تُؤَمِّرُوا أَبَا بَكْرٍ تَجِدُوهُ أَمِينًا ") ، أَيْ: دِينًا لَا يَحْكُمُ إِلَّا بِالْأَمَانَةِ وَعَلَى وَجْهِ الْعَدَالَةِ (" زَاهِدًا فِي الدُّنْيَا رَاغِبًا فِي الْآخِرَةِ ") ، فِيهِ إِشْعَارٌ إِلَى أَنَّ الْخَلِيفَةَ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ بِهَذِهِ الصِّفَةِ لِيَتِمَّ الْإِخْلَاصُ.

نام کتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح نویسنده : القاري، الملا على    جلد : 9  صفحه : 3960
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست