responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح نویسنده : القاري، الملا على    جلد : 9  صفحه : 3959
6129 - وَعَنْ سَعْدٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: رَأَيْتُنِي وَأَنَا ثَالِثُ الْإِسْلَامِ، وَمَا أَسْلَمَ أَحَدٌ إِلَّا فِي الْيَوْمِ الَّذِي أَسْلَمْتُ فِيهِ، وَلَقَدْ مَكَثْتُ سَبْعَةَ أَيَّامٍ وَإِنِّي لَثَالِثُ الْإِسْلَامِ. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
6129 - (وَعَنْ سَعْدٍ قَالَ: رَأَيْتُنِي وَأَنَا ثَالِثُ الْإِسْلَامِ) وَالْآخَرَانِ أَبُو بَكْرٍ وَخَدِيجَةُ ذَكَرَهُ السُّيُوطِيُّ، وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ إِيمَانَ عَلِيٍّ مُتَأَخِّرٌ وَيُمْكِنُ دَفْعُهُ بِأَنَّ الْكَلَامَ فِي الْبُلَغَاءِ أَوْ فِي الْأَجَانِبِ (وَمَا أَسْلَمَ أَحَدٌ) ، أَيْ: مِمَّنْ أَسْلَمَ قَبْلِي (إِلَّا فِي الْيَوْمِ الَّذِي أَسْلَمْتُ فِيهِ، وَلَقَدْ مَكَثْتُ) : بِفَتْحِ الْكَافِ وَضَمِّهَا أَيْ لَبِثْتُ (سَبْعَةَ أَيَّامٍ) ، أَيْ: عَلَى مَا كُنْتُ عَلَيْهِ مِنَ الْإِسْلَامِ، ثُمَّ أَسْلَمَ بَعْدَ ذَلِكَ مَنْ أَسْلَمِ، وَالْمَعْنَى مَكَثْتُ سَبْعَةَ أَيَّامٍ عَلَى هَذِهِ الْحَالَةِ وَهِيَ قَوْلُهُ: (وَإِنِّي لَثُلُثُ الْإِسْلَامِ) . بِضَمِّ اللَّامِ وَيُسَكَّنُ. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: مَعْنَى ثُلُثِ الْإِسْلَامِ يَعْنِي أَنَّهُ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ حِينَ أَسْلَمَ. قَالَ بَعْضُ الْمُحَقِّقِينَ: الْجَمْعُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ خَبَرِ عَمَّارٍ: «رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَمَا مَعَهُ إِلَّا خَمْسَةُ أَعْبُدٍ وَامْرَأَتَانِ وَأَبُو بَكْرٍ» ، بِأَنْ يُحْمَلَ قَوْلُ سَعْدٍ عَلَى الْأَحْرَارِ الْبَالِغِينَ لِيَخْرُجَ الْأَعْبُدُ الْمَذْكُورُونَ وَعَلَيٌّ، أَوْ لَمْ يَكُنِ اطَّلَعَ عَلَى أُولَئِكَ. (رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ) . وَأَخْرَجَهُ الْبَغَوِيُّ فِي مُعْجَمِهِ، وَقَالَ: مَا أَسْلَمَ أَحَدٌ قَبْلِي وَقَالَ سِتَّةَ أَيَّامٍ. وَعَنْ جَابِرِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُنِي وَأَنَا ثُلُثُ الْإِسْلَامِ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ، وَفِي رِوَايَةِ الْفَضَائِلِيِّ: إِنَّ الِاثْنَيْنِ أَبُو بَكْرٍ وَعَلِيٌّ.

6130 - وَعَنْ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَقُولُ لِنِسَائِهِ: " إِنَّ أَمْرَكُنَّ مِمَّا يَهُمُّنِي مِنْ بَعْدِي، وَلَنْ يَصْبِرَ عَلَيْكُنَّ إِلَّا الصَّابِرُونَ الصِّدِّيقُونَ " قَالَتْ عَائِشَةُ: يَعْنِي الْمُتَصَدِّقِينَ، ثُمَّ قَالَتْ لِأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: سَقَى اللَّهُ أَبَاكَ مِنْ سَلْسَبِيلِ الْجَنَّةِ، وَكَانَ ابْنُ عَوْفٍ تَصَدَّقَ عَلَى أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ بِحَدِيقَةٍ بِيعَتْ بِأَرْبَعِينَ أَلْفًا» . رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
6130 - (وَعَنْ عَائِشَةَ) : وَفِي الرِّيَاضِ: عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَائِشَةَ (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَقُولُ لِنِسَائِهِ: " إِنَّ أَمْرَكُنَّ ") ، أَيْ: شَأْنَكُنَّ (" مِمَّا يَهُمُّنِي ") . بِفَتْحِ الْيَاءِ وَضَمِّ الْهَاءِ وَتَشْدِيدِ الْمِيمِ، وَفِي نُسْخَةٍ بِضَمٍّ فَكَسْرٍ أَيْ مِمَّا يُوقِعُنِي فِي الْهَمِّ وَفِي رِوَايَةٍ لَهُمَا يَهُمُّنِي (" مِنْ بَعْدِي ") ، أَيْ: مِنْ بَعْدِ وَفَاتِي حَيْثُ لَمْ يَتْرُكْ لَهُنَّ مِيرَاثًا وَهُنَّ قَدْ آثَرْنَ الْحَيَاةَ الْآخِرَةَ عَلَى الدُّنْيَا حِينَ خُيِّرْنَ (وَلَنْ يَصْبِرَ عَلَيْكُنَّ) ، أَيْ: عَلَى بَلَاءِ مُؤْنَتِكُنَّ (إِلَّا الصَّابِرُونَ) ، أَيْ: عَلَى مُخَالَفَةِ النَّفْسِ مِنِ اخْتِيَارِ الْقِلَّةِ وَإِعْطَاءِ الزِّيَادَةِ (" وَالصِّدِّيقُونَ ") ، أَيْ: كَثِيرُوُ الصِّدْقِ فِي الْبَذْلِ وَالسَّخَاوَةِ (قَالَتْ عَائِشَةُ يَعْنِي) ، أَيْ: يُرِيدُ بِهِمُ (الْمُتَصَدِّقِينَ، ثُمَّ قَالَتْ عَائِشَةُ لِأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ) ، أَيِ: ابْنِ عَوْفٍ، قَالَ الْمُؤَلِّفُ: أَبُو سَلَمَةَ رَوَى عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ الزُّهْرِيِّ الْقُرَشِيِّ، أَحَدُ الْفُقَهَاءِ السَّبْعَةِ الْمَشْهُورِينَ بِالْفِقْهِ فِي الْمَدِينَةِ فِي قَوْلٍ، وَمِنْ مَشَاهِيرِ التَّابِعِينَ وَأَعْلَامِهِمْ، وَيُقَالُ: إِنَّ اسْمَهُ كُنْيَتُهُ، وَهُوَ كَثِيرُ الْحَدِيثِ، سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ وَأَبَا هُرَيْرَةَ وَابْنَ عُمَرَ وَغَيْرَهُمْ، رَوَى عَنْهُ الزُّهْرِيُّ وَيَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ وَالشَّعْبِيُّ وَغَيْرُهُمْ، مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِينَ وَلَهُ اثْنَتَانِ وَسَبْعُونَ سَنَةً اهـ.
وَلَا يَخْفَى أَنَّهُ مُخَالِفٌ لِأَصْلِ الْحَدِيثِ (سَقَى اللَّهُ أَبَاكَ مِنْ سَلْسَبِيلِ الْجَنَّةِ) . وَهِيَ عَيْنٌ فِي الْجَنَّةِ سُمِّيَتْ لِسَلَاسَةِ انْحِدَارِهَا فِي الْحَلْقِ، وَسُهُولَةِ مَسَاغِهَا الْبَاطِنِ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلًا - عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا} [الإنسان: 17 - 18] يُقَالُ: شَرَابٌ سَلْسَلٌ وَسَلْسَالٌ وَسَلْسَبِيلٌ، وَقَدْ زِيدَتِ الْبَاءُ فِي التَّرْكِيبِ حَتَّى صَارَتِ الْكَلِمَةُ خُمَاسِيَّةً، وَدَلَّتْ عَلَى غَايَةِ السَّلَاسَةِ، وَقِيلَ الْمَعْنَى سَلَّ سَبِيلًا إِلَيْهَا، (وَكَانَ ابْنُ عَوْفٍ) : مِنْ كَلَامِ الرَّاوِي حَالٌ مِنْ عَائِشَةَ وَالْعَامِلُ قَالَتْ كَذَا قَالَهُ الطِّيبِيُّ، وَلَا يَبْعُدُ أَنْ يَكُونَ مِنْ قَوْلِ عَائِشَةَ بَيَانًا لِتَصْدِيقِهِ وَتِبْيَانًا لِقَوْلِهَا يَعْنِي الْمُتَصَدِّقِينَ (قَدْ تَصَدَّقَ عَلَى أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ بِحَدِيقَةٍ بِيعَتْ بِأَرْبَعِينَ أَلْفًا) ، أَيْ: مِنْ دِرْهَمٍ أَوْ دِينَارٍ (رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ) . وَفِي رِوَايَةٍ: وَقَدْ رَصَدَ أَزْوَاجَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِمَالٍ بِيعَ بِأَرْبَعِينَ أَلْفًا أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ: حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
وَعَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَوْصَى بِحَدِيقَةٍ لِأُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ بِيعَتْ بِأَرْبَعِمِائَةِ أَلْفٍ أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ. وَقَالَ: حَسَنٌ غَرِيبٌ، وَعَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: تَصَدَّقَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِشَطْرِ مَالِهِ أَرْبَعَةِ آلَافٍ، ثُمَّ تَصَدَّقَ بِأَرْبَعِينَ أَلْفَ دِينَارٍ، ثُمَّ حَمَلَ عَلَى خَمْسِمِائَةِ فَرَسٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، ثُمَّ حَمَلَ عَلَى أَلْفٍ وَخَمْسِمِائَةِ رَاحِلَةٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَكَانَ عَامَّةُ مَالِهِ مِنَ التِّجَارَةِ، أَخْرَجَهُ فِي الصَّفْوَةِ. وَعَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ أَنَّهُ قَالَ: أَوْصَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ بِخَمْسِينَ أَلْفَ دِينَارٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ. أَخْرَجَهُ الْفَضَائِلِيُّ. وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «مَرِضَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فَأَوْصَى بِثُلُثِ مَالِهِ فَصَحَّ فَتَصَدَّقَ بِذَلِكَ بِيَدِ نَفْسِهِ ثُمَّ قَالَ: يَا أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ كُلُّ مَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ لَهُ عَلَيَّ أَرْبَعُمِائَةِ دِينَارٍ، فَقَامَ عُثْمَانُ وَذَهَبَ مَعَ النَّاسِ فَقِيلَ لَهُ:

نام کتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح نویسنده : القاري، الملا على    جلد : 9  صفحه : 3959
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست