responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح نویسنده : القاري، الملا على    جلد : 9  صفحه : 3899
6043 - وَفِي رِوَايَةِ أَبِي دَاوُدَ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: ( «إِنَّ اللَّهَ وَضَعَ الْحَقَّ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ يَقُولُ بِهِ» ) .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
6043 - (وَفِي رِوَايَةِ أَبِي دَاوُدَ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: « (إِنَّ اللَّهَ وَضَعَ الْحَقَّ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ يَقُولُ) أَيْ: عُمَرُ (بِهِ) » . أَيْ بِالْحَقِّ أَوِ التَّقْدِيرُ يَقُولُ الْحَقَّ بِسَبَبِ ذَلِكَ الْوَضْعِ وَالْجُمْلَةُ اسْتِئْنَافُ بَيَانٍ أَوْ حَالُ عَيَانٍ.

6044 - وَعَنْ عَلِيٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: مَا كُنَّا نُبْعِدُ أَنَّ السَّكِينَةَ تَنْطِقُ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ. رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي (دَلَائِلِ النُّبُوَّةِ) .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
6044 - (وَعَنْ عَلِيٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -) ، أَيْ مَوْقُوفًا (قَالَ: مَا كُنَّا) أَيْ: أَهْلُ الْبَيْتِ أَوْ مَعْشَرُ الصَّحَابَةِ، وَيُؤَيِّدُهُ رِوَايَةُ: وَنَحْنُ مُتَوَافِرُونَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (نُبْعِدُ) : مِنَ الْإِبْعَادِ بِمَعْنَى الِاسْتِبْعَادِ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ مَا كُنَّا نَعُدُّ بَعِيدًا (أَنَّ السَّكِينَةَ) أَيْ: مَا بِهِ تَسْكُنُ النَّفْسُ وَتَمِيلُ إِلَيْهِ وَيَطْمَئِنُّ فِي الْقَلْبِ وَيُعْتَمَدُ عَلَيْهِ (تَنْطِقُ) أَيْ: تَجْرِي (عَلَى لِسَانِ عُمَرَ) . أَيْ مِنْ قَلْبِهِ، وَقَدْ قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: مَا رَأَيْتُ عُمَرَ قَطُّ إِلَّا وَكَانَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ مَلَكًا يُسَدِّدُهُ. قَالَ التُّورِبِشْتِيُّ أَيْ: لَمْ يَكُنْ نُبْعِدُ أَنَّهُ يَنْطِقُ بِمَا يَسْتَحِقُّ أَنْ تَسْكُنَ إِلَيْهِ النُّفُوسُ، وَتَطْمَئِنَّ بِهِ الْقُلُوبُ، وَأَنَّهُ أَمْرٌ غَيْبِيٌّ أُلْقِيَ عَلَى لِسَانِهِ، وَيُحْتَمَلُ أَنَّهُ أَرَادَ بِالسَّكِينَةِ الْمَلَكَ الَّذِي يُلْهِمُهُ ذَلِكَ الْقَوْلَ. وَفِي النِّهَايَةِ قِيلَ: أَرَادَ بِهَا السَّكِينَةَ الَّتِي ذَكَرَهَا اللَّهُ فِي كِتَابِهِ الْعَزِيزِ، وَقِيلَ: فِي تَفْسِيرِهَا أَنَّهَا حَيَوَانٌ لَهُ وَجْهٌ كَوَجْهِ الْإِنْسَانِ مُجْتَمِعٌ، وَسَائِرُهَا خَلْقٌ رَقِيقٌ كَالرِّيحِ وَالْهَوَاءِ، وَقِيلَ: هِيَ صُورَةٌ كَالْهِرَّةِ كَانَتْ مَعَهُمْ فِي جُيُوشِهِمْ، فَإِذَا ظَهَرَتِ انْهَزَمَ أَعْدَاؤُهُمْ، وَقِيلَ: هِيَ مَا كَانُوا يَسْكُنُونَ إِلَيْهِ مِنَ الْآيَاتِ الَّتِي أَعْطَاهَا مُوسَى - عَلَيْهِ السَّلَامُ -، وَالْأَشْبَهُ بِحَدِيثِ عُمَرَ أَنْ يَكُونَ مِنَ الصُّورَةِ الْمَذْكُورَةِ ذَكَرَهُ الطِّيبِيُّ. وَلَا يَخْفَى بَعْدُ إِرَادَةُ الْقَوْلَيْنِ هُنَا. فَالْأَقْرَبُ هُوَ الْقَوْلُ الْأَخِيرُ الَّذِي أَشَارَ إِلَيْهِ التُّورِبِشْتِيُّ أَوَّلًا، وَهُوَ الَّذِي يَنْزِلُ عَلَى مَعْنَاهُ جَمِيعُ مَا جَاءَ فِي الْقُرْآنِ مِنْ لَفْظِ السَّكِينَةِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ} [الفتح: 4] وَقَوْلِهِ: {فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ} [الفتح: 26] وَنَحْوِ ذَلِكَ. (رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي دَلَائِلِ النُّبُوَّةِ) .

6045 - وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: « (اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ بِأَبِي جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ، أَوْ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ) فَأَصْبَحَ عُمَرُ، فَغَدَا عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَسْلَمَ، ثُمَّ صَلَّى فِي الْمَسْجِدِ ظَاهِرًا» . رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَالتِّرْمِذِيُّ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
6045 - (وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) : الظَّاهِرُ أَنَّهُ مِنَ الْمَرَاسِيلِ (قَالَ: (اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ) ، أَيْ: قَوِّهِ وَانْصُرْهُ (بِأَبِي جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ، أَوْ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ) ، أَوْ لِلتَّنْوِيعِ لَا لِلشَّكِّ، وَلَا يَبْعُدُ أَنْ تَكُونَ بَلْ لِلْإِضْرَابِ (فَأَصْبَحَ عُمَرُ) أَيْ: دَخَلَ فِي الصَّبَاحِ بَعْدَ دُعَائِهِ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - قَبْلَهُ، (فَغَدَا) أَيْ: أَقْبَلَ غَادِيًا أَيْ ذَاهِبًا فِي أَوَّلِ نَهَارِهِ (عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) ، قَالَ الطِّيبِيُّ: هُوَ إِمَّا خَبَرٌ أَيْ غَدَا مُقْبِلًا عَلَى النَّبِيِّ أَوْ ضَمَّنَ غَدَا مَعْنَى أَقْبَلَ، وَنَحْوُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ} [القلم: 25] اهـ. فَعَلَى الْأَوَّلِ غَدَا مِنَ الْأَفْعَالِ النَّاقِصَةِ وَعَلَى الثَّانِي يَتَعَلَّقُ عَلَى بِغَدَا (فَأَسْلَمَ ثُمَّ صَلَّى) أَيِ: النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَفِي نُسْخَةٍ بِصِيغَةِ الْمَجْهُولِ أَيْ: صَلَّى الْمُؤْمِنُونَ (فِي الْمَسْجِدِ ظَاهِرًا) . أَيْ عِيَانًا غَيْرَ خَفِيٍّ، أَوْ غَالِبًا غَيْرَ مُخَوَّفٍ.
رَوَى الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ فِي (دَلَائِلِ النُّبُوَّةِ) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ أَبَا جَهْلٍ قَالَ: مَنْ قَتَلَ مُحَمَّدًا فَلَهُ عَلَيَّ مِائَةُ نَاقَةٍ وَأَلْفُ أُوقِيَّةٍ مِنْ فِضَّةٍ، فَقَالَ عُمَرُ: الضَّمَانُ صَحِيحٌ؟ فَقَالَ: نَعَمْ عَاجِلًا غَيْرَ آجِلٍ، فَخَرَجَ عُمَرُ فَلَقِيَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ: أُرِيدُ مُحَمَّدًا لِأَقْتُلَهُ. قَالَ: فَكَيْفَ تَأْمَنُ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ؟ قَالَ: إِنِّي لَأَظُنُّكَ قَدْ صَبَوْتَ. قَالَ: أَلَا أُخْبِرُكَ بِأَعْجَبَ مِنْ هَذَا إِنَّ أُخْتَكَ وَخَتَنَكَ قَدْ صَبَوَا مَعَ مُحَمَّدٍ، فَتَوَجَّهَ عُمَرُ إِلَى مَنْزِلِ أُخْتِهِ، وَكَانَتْ تَقْرَأُ سُورَةَ طه، فَوَقَفَ يَسْتَمِعُ ثُمَّ قَرَعَ الْبَابَ فَأَخْفَوْهَا فَقَالَ عُمَرُ: مَا هَذِهِ الْهَيْنَمَةُ؟ فَأَظْهَرَتِ الْإِسْلَامَ فَبَقِيَ عُمَرُ حَزِينًا كَئِيبًا، فَبَاتُوا كَذَلِكَ

نام کتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح نویسنده : القاري، الملا على    جلد : 9  صفحه : 3899
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست