responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح نویسنده : القاري، الملا على    جلد : 9  صفحه : 3868
وَشَرِيكٌ. (يُقَالُ: الْكَذَّابُ هُوَ الْمُخْتَارُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ) : بِالتَّصْغِيرِ، وَهُوَ ابْنُ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيُّ، قَامَ بَعْدَ وَقْعَةِ الْحُسَيْنِ وَدَعَا النَّاسَ إِلَى طَلَبِ ثَأْرِهِ، وَكَانَ غَرَضُهُ فِي ذَلِكَ أَنْ يَصْرِفَ إِلَى نَفْسِهِ وُجُوهَ النَّاسِ، وَيَتَوَسَّلَ بِهِ إِلَى الْإِمَارَةِ، وَكَانَ طَالِبًا لِلدُّنْيَا مُدَلِّسًا فِي تَحْصِيلِهَا، كَذَا ذَكَرَهُ الْقَاضِي، وَقِيلَ: كَانَ يُبْغِضُ عَلِيًّا، وَقِيلَ: كَانَ يَدَّعِي النُّبُوَّةَ بِكُوفَةَ، فَسُمِّيَ كَذَّابًا، وَمِنْ جُمْلَةِ كَذِبِهِ دَعْوَاهُ أَنَّ جِبْرِيلَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - يَأْتِيهِ بِالْوَحْيِ، ذَكَرَهُ ابْنُ الْمَلَكِ. وَقَالَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ: كَانَ أَبُوهُ مِنْ جُمْلَةِ الصَّحَابَةِ، وُلِدَ الْمُخْتَارُ عَامَ الْهِجْرَةِ وَلَيْسَتْ لَهُ صُحْبَةٌ وَلَا رِوَايَةٌ وَلَا رُؤْيَةٌ، وَأَخْبَارُهُ غَيْرُ مَرْضِيَّةٍ، وَذَلِكَ مُذْ طَلَبَ الْإِمَارَةَ إِلَى أَنْ قَتَلَهُ مُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ، وَكَانَ قَبْلَ ذَلِكَ مَعْدُودًا فِي أَهْلِ الْفَضْلِ وَالْخَيْرِ، يَظْهَرُ بِذَلِكَ كُلِّهِ، وَلَا يَكْتُمُ الْفِسْقَ، فَظَهَرَ مِنْهُ مَا كَانَ يَكْتُمُهُ إِلَى أَنْ فَارَقَ ابْنَ الزُّبَيْرِ، وَطَلَبَ الْإِمَارَةِ. وَكَانَ الْمُخْتَارُ يُزَيِّفُ لِطَلَبِ دَمِ الْحُسَيْنِ، وَيَسْتُرُ طَلَبَ الدُّنْيَا وَالْإِمَارَةِ، فَيَأْتِي مِنْهُ الْكَذِبُ وَالْجُنُونُ، وَإِنَّمَا كَانَتْ إِمَارَتُهُ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا، وَيُقَالُ: كَانَ فِي أَوَّلِ أَمْرِهِ خَارِجِيًّا، ثُمَّ صَارَ زُبَيْرِيًّا ثُمَّ صَارَ رَافِضِيًّا، وَكَانَ يُضْمِرُ بُغْضَ عَلِيٍّ - كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ - وَيَظْهَرُ مِنْهُ لِضَعْفِ عَقْلِهِ أَحْيَانًا. كَذَا نَقَلَهُ مِيرَكُ عَنِ التَّصْحِيحِ، وَكَذَا ذَكَرَهُ الْمُؤَلِّفُ فِي أَسْمَائِهِ. (وَالْمُبِيرُ هُوَ الْحَجَّاجُ بْنُ يُوسُفَ) ، وَهُوَ بِفَتْحِ الْحَاءِ مُبَالَغَةُ الْحَاجِّ بِمَعْنَى الْآتِي بِالْحُجَّةِ. قَالَ الْمُؤَلِّفُ: هُوَ عَامِلُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ عَلَى الْعِرَاقِ وَخُرَاسَانَ، وَبَعْدَهُ لِابْنِهِ الْوَلِيدِ، مَاتَ بِوَاسِطَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ، وَعُمُرُهُ أَرْبَعٌ وَخَمْسُونَ سَنَةً. (وَقَالَ هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ) : بِفَتْحٍ فَتَشْدِيدٍ غَيْرُ مُنْصَرِفٍ وَقَدْ يَنْصَرِفُ (أَحْصَوْا) : بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَالصَّادِ أَيِ: اضْبُطُوا وَعِدُّوا (مَا قَتَلَ الْحَجَّاجُ صَبْرًا) : بِفَتْحٍ فَسُكُونٍ أَيْ: مَصْبُورًا يَعْنِي مَحْبُوسًا مَأْسُورًا لَا فِي مَعْرَكَةٍ وَلَا خِلْسَةٍ (فَبَلَغَ مِائَةَ أَلْفٍ وَعِشْرِينَ أَلْفًا. رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ) .

5994 - وَرَوَى مُسْلِمٌ فِي (الصَّحِيحِ) حِينَ قَتَلَ الْحَجَّاجُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ قَالَتْ أَسْمَاءُ: «إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَدَّثَنَا (أَنَّ فِي ثَقِيفٍ كَذَّابًا وَمُبِيرًا) فَأَمَّا الْكَذَّابُ فَرَأَيْنَاهُ، وَأَمَّا الْمُبِيرُ فَلَا إِخَالُكَ إِلَّا إِيَّاهُ» ، وَسَيَجِيءُ تَمَامُ الْحَدِيثِ فِي الْفَصْلِ الثَّالِثِ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
5994 - (وَرَوَى مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ) أَيْ: صَحِيحِهِ لَا فِي كِتَابٍ آخَرَ مِنْ تَصَانِيفِهِ (حِينَ قَتَلَ الْحَجَّاجُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ قَالَتْ أَسْمَاءُ) أَيْ: أُمُّهُ بِنْتُ الصِّدِّيقِ (إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَدَّثَنَا أَنَّ فِي ثَقِيفٍ كَذَّابًا وَمُبِيرًا، فَأَمَّا الْكَذَّابُ فَرَأَيْنَاهُ) أَيْ: أَبْصَرْنَاهُ أَوْ عَلِمْنَاهُ، وَتَعْنِي بِهِ الْمُخْتَارَ عَلَى مَا بَيَّنَاهُ (وَأَمَّا الْمُبِيرُ فَلَا إِخَالُكَ) : بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ وَتَفْتَحُ قَالَ شَارِحٌ: أَخَالُ بِالْفَتْحِ هُوَ الْقِيَاسُ وَبِالْكَسْرِ هُوَ الْأَفْصَحُ، وَفِي (الْأَزْهَارِ) وَالْكَسْرُ أَشْهَرُ أَيْ: لَا أَظُنُّكَ (إِلَّا إِيَّاهُ) . قِيلَ: وَالظَّاهِرُ فَلَا أَخَالُهُ إِلَّا إِيَّاكَ فَقَدَّمَتِ الْمَفْعُولَ الثَّانِيَ لِلِاهْتِمَامِ. (وَسَيَجِيءُ تَمَامُ الْحَدِيثِ) أَيْ: بَسْطُهُ (فِي الْفَصْلِ الثَّالِثِ) .

5995 - وَعَنْ جَابِرٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: «قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَحْرَقَتْنَا نِبَالُ ثَقِيفٍ، فَادْعُ اللَّهَ عَلَيْهِمْ قَالَ: (اللَّهُمَّ اهْدِ ثَقِيفًا) » . رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
5995 - (عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالُوا) أَيْ: بَعْضُ الصَّحَابَةِ (يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَحْرَقَتْنَا نِبَالُ ثَقِيفٍ) . بِكَسْرِ النُّونِ جَمْعُ نِبْلٍ أَيْ: سِهَامُهُمْ، وَلَعَلَّهُ فِي غَزْوَةِ الطَّائِفِ وَمُحَاصَرَتِهِمْ، (فَادْعُ اللَّهَ عَلَيْهِمْ. قَالَ: (اللَّهُمَّ اهْدِ ثَقِيفًا) أَيْ: إِلَى الْإِسْلَامِ، أَوْ غَالِبَهُمْ إِلَى إِطَاعَةِ الْأَحْكَامِ (رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ) .

نام کتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح نویسنده : القاري، الملا على    جلد : 9  صفحه : 3868
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست