responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح نویسنده : القاري، الملا على    جلد : 8  صفحه : 3342
5333 - وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: «خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَنَحْنُ نَتَذَاكَرُ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ، فَقَالَ: " أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِمَا هُوَ أَخْوَفُ عَلَيْكُمْ عِنْدِي مِنَ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ؟ " فَقُلْنَا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ! قَالَ: " الشِّرْكُ الْخَفِيُّ، أَنْ يَقُومَ الرَّجُلُ فَيُصَلِّيَ، فَيَزِيدَ صَلَاتَهُ لِمَا يَرَى مِنْ نَظَرِ رَجُلٍ» " رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
5333 - (وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ) أَيِ: الْخُدْرِيِّ كَمَا فِي نُسْخَةٍ (فَقَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَنَحْنُ نَتَذَاكَرُ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ فَقَالَ: " أَلَا أُخْبِرُكُمْ ") : قَالَ الطِّيبِيُّ - رَحِمَهُ اللَّهُ -: (أَلَا) لَيْسَتْ لِلتَّنْبِيهِ، بَلْ هِيَ لَا النَّافِيَةُ دَخَلَتْ عَلَيْهَا هَمْزَةُ الِاسْتِفْهَامِ، يَعْنِي بِقَرِينَةِ بَلَى فِي جَوَابِهِمْ، وَالْمَعْنَى: أَلَا أُعَلِّمُكُمْ (" بِمَا هُوَ أَخْوَفُ عَلَيْكُمْ ") أَيْ: لِعُمُومِهِ وَخَفَائِهِ (" عِنْدِي ") أَيْ: فِي شَرِيعَتِي وَطَرِيقَتِي (" مِنَ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ ") ، أَيْ لِخُصُوصِ وَقْتِهِ، وَلِظُهُورِ مَقْتِهِ، فَيَجِبُ عَلَيْكُمْ رِعَايَةُ مُحَافَظَتِهِ (فَقُلْنَا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ! فَقَالَ: " الشِّرْكُ الْخَفِيُّ أَنْ يَقُومَ ") بَدَلٌ مِمَّا قَبْلَهُ، أَوِ التَّقْدِيرُ هُوَ أَنْ يَقُومَ (" الرَّجُلُ فَيُصَلِّيَ ") بِالرَّفْعِ وَالنَّصْبِ، وَكَذَا قَوْلُهُ: (" فَيَزِيدَ ") أَيْ: فِي الْكَمِّيَّةِ أَوِ الْكَيْفِيَّةِ (" صَلَاتَهُ ") أَيْ: فِي جَمِيعِ أَرْكَانِهَا أَوْ بَعْضِهَا (" لِمَا يَرَى مِنْ نَظَرِ رَجُلٍ ") أَيْ: مَخْلُوقٍ مِثْلِهِ (" إِلَيْهِ ") ، وَلَمْ يَكْتَفِ بِاطِّلَاعِهِ سُبْحَانَهُ عَلَيْهِ. (رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ) .

5334 - وَعَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: " «إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمُ الشِّرْكُ الْأَصْغَرُ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! وَمَا الشِّرْكُ الْأَصْغَرُ؟ قَالَ: " الرِّيَاءُ» "، رَوَاهُ أَحْمَدُ. وَزَادَ الْبَيْهَقِيُّ فِي (شُعَبِ الْإِيمَانِ) : " «يَقُولُ اللَّهُ لَهُمْ يَوْمَ يُجَازِي الْعِبَادَ بِأَعْمَالِهِمْ: اذْهَبُوا إِلَى الَّذِينَ كُنْتُمْ تُرَاؤُونَ فِي الدُّنْيَا، فَانْظُرُوا هَلْ تَجِدُونَ عِنْدَهُمْ جَزَاءً وَخَيْرًا؟» ".
ـــــــــــــــــــــــــــــ
5334 - (وَعَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ) ، أَنْصَارِيٌّ أَشْهَلِيٌّ، وُلِدَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَحَدَّثَ عَنْهُ أَحَادِيثَ، قَالَ الْبُخَارِيُّ: لَهُ صُحْبَةٌ، وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَا يُعْرَفُ لَهُ صُحْبَةٌ، وَذَكَرَهُ مُسْلِمٌ فِي التَّابِعِينَ، وَقَالَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ: الصَّحِيحُ قَوْلُ الْبُخَارِيِّ (أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: " إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمُ الشِّرْكُ الْأَصْغَرُ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! وَمَا الشِّرْكُ الْأَصْغَرُ؟) : فِيهِ دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّ التَّعْبِيرَ بِالشِّرْكِ الْأَصْغَرِ وَقَعَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ أَوَّلًا، (قَالَ: " الرِّيَاءُ ") ، أَيْ جِنْسُ الرِّيَاءِ وَالسُّمْعَةِ، مِنَ الظُّهُورِ وَالْخَفَاءِ (رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَزَادَ الْبَيْهَقِيُّ فِي شُعَبِ الْإِيمَانِ: " يَقُولُ اللَّهُ لَهُمْ ") أَيْ: لِلْمُرَائِينَ (" يَوْمَ يُجَازِي الْعِبَادَ ") : عَلَى بِنَاءِ الْفَاعِلِ وَنَصْبِ الْعِبَادِ، وَفِي نُسْخَةٍ عَلَى بِنَاءِ الْمَفْعُولِ وَرَفْعِ الْعِبَادِ (" بِأَعْمَالِهِمْ ") أَيْ: إِنْ خَيْرًا فَخَيْرٌ وَإِنْ شَرًّا فَشَرٌّ (" اذْهَبُوا ") أَيْ: أَيُّهَا الْمُرَاؤُونَ (" إِلَى الَّذِينَ كُنْتُمْ تُرَاؤُونَ ") ، أَيْ: فِي حُسْنِ الْعِبَادَةِ أَوْ أَصْلُهَا نَظَرَهُمْ تُرَاعُونَ (" فَانْظُرُوا هَلْ تَجِدُونَ عِنْدَهُمْ جَزَاءً وَخَيْرًا؟) : الْوَاوُ بِمَعْنَى " أَوْ " كَمَا فِي نُسْخَةٍ، أَوْ عَطْفُ تَفْسِيرٍ، وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ.
قَالَ الْحَافِظُ الْمُنْذِرِيُّ: حَدِيثُ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ هَذَا رَوَاهُ أَحْمَدُ بِإِسْنَادٍ جَيِّدٍ، وَابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، والْبَيْهَقِيُّ فِي الزُّهْدِ وَغَيْرِهِ.

5335 - وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «وَلَوْ أَنَّ رَجُلًا عَمِلَ عَمَلًا فِي صَخْرَةٍ لَا بَابَ لَهَا وَلَا كَوَّةَ، خَرَجَ عَمَلُهُ إِلَى النَّاسِ كَائِنًا مَا كَانَ» ".
ـــــــــــــــــــــــــــــ
5335 - (وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " لَوْ أَنَّ رَجُلًا عَمِلَ عَمَلًا فِي صَخْرَةٍ ") أَيْ: فِي دَاخِلِ حَجَرٍ صُلْبٍ - فَرْضًا - أَوْ جَوْفِ كَهْفِ جَبَلٍ (" لَا بَابَ لَهَا وَلَا كَوَّةَ ") بِفَتْحِ الْكَافِ وَتُضَمُّ، وَتَشْدِيدِ الْوَاوِ أَيْ طَاقَةَ، وَقِيلَ: هِيَ بِالْفَتْحِ إِذَا كَانَتْ غَيْرُ نَافِذَةٍ، وَبِالضَّمِّ إِذَا كَانَتْ نَافِذَةً، فَالْأُولَى أَوْلَى؛ لِأَنَّهَا فِي بَابِ الْمُبَالَغَةِ أَعْلَى. (" خَرَجَ عَمَلُهُ إِلَى النَّاسِ ") أَيْ: ظَهَرَ عَلَيْهِمْ (" كَائِنًا ") أَيْ: ذَلِكَ الْعَمَلُ (" مَا كَانَ ") . أَيْ مِنَ الْأَعْمَالِ، وَنَصَبَ كَائِنًا عَلَى الْحَالِ، أَيْ: حَالَ كَوْنِ ذَلِكَ الْعَمَلِ أَيَّ شَيْءٍ كَانَ خَيْرًا أَوْ شَرًّا، مِنَ الْأَقْوَالِ وَالْأَفْعَالِ، وَفِي نُسْخَةٍ: مَنْ كَانَ، فَالتَّقْدِيرُ: كَائِنًا ذَلِكَ الْعَامِلُ أَوْ صَاحِبُ الْعَمَلِ مَنْ كَانَ، أَيْ: سَوَاءٌ أَرَادَ ظُهُورَهُ أَوْ لَمْ يُرِدْ ; لِقَوْلِهِ تَعَالَى {وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ} [البقرة: 72] .

نام کتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح نویسنده : القاري، الملا على    جلد : 8  صفحه : 3342
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست