responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح نویسنده : القاري، الملا على    جلد : 8  صفحه : 3336
قَالَ الطِّيبِيُّ - رَحِمَهُ اللَّهُ -: أَمْ مُنْقَطِعَةٌ أَنْكَرَ أَوَّلًا اِغْتِرَارَهُمْ بِاللَّهِ وَبِإِهْمَالِهِ إِيَّاهُمْ حَتَّى اغْتَرُّوا، ثُمَّ أَضْرَبَ عَنْ ذَلِكَ وَأَنْكَرَ عَلَيْهِمْ مَا هُوَ أَطَمُّ مِنْهُمْ، وَهُوَ اجْتِرَاؤُهُمْ عَلَى اللَّهِ. (" فَبِي ") أَيْ: فَبِذَاتِي وَصِفَاتِي (" حَلَفْتُ لَأَبْعَثَنَّ ") مِنَ الْبَعْثِ، أَيْ: لَأُسَلِّطَنَّ، أَوْ لَأَقْضِيَنَّ (" عَلَى أُولَئِكَ ") أَيِ: الْمَوْصُوفِينَ بِمَا ذُكِرَ (" مِنْهُمْ ") أَيْ: مِمَّا بَيْنَهُمْ بِتَسْلِيطِ بَعْضِهِمْ عَلَى بَعْضٍ (" فِتْنَةً تَدَعُ الْحَلِيمَ ") أَيْ: تَتْرُكُ الْعَالِمَ الْحَازِمَ فَضْلًا عَنْ غَيْرِهِ، وَفِي بَعْضِ نُسَخِ الْمَصَابِيحِ: الْحَكِيمَ بِالْكَافِ بَدَلُ الْحَلِيمَ بِاللَّامِ، وَالْمُؤَدَّى وَاحِدٌ (" فِيهِمْ ") أَيْ: فِيمَا بَيْنَهُمْ (" حَيْرَانَ ") ، أَيْ: حَالَ كَوْنِهِ مُتَحَيِّرًا فِي الْفِتْنَةِ، لَا يَقْدِرُ عَلَى دَفْعِهَا وَلَا عَلَى الْخَلَاصِ مِنْهَا، لَا بِالْإِقَامَةِ فِيهَا وَلَا بِالْفِرَارِ مِنْهَا. قَالَ الْأَشْرَفُ: مِنْ فِي " مِنْهُمْ " يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ لِلتَّبْيِينِ بِمَعْنَى الَّذِينَ، وَالْإِشَارَةُ إِلَى الرِّجَالِ، وَتَقْدِيرُهُ عَلَى أُولَئِكَ الَّذِينَ يَخْتِلُونَ الدُّنْيَا بِالدِّينِ، وَأَنْ يُجْعَلَ مُتَعَلِّقًا بِالْفِتْنَةِ، أَيْ: لَأَبْعَثَنَّ عَلَى الرِّجَالِ الَّذِينَ يَخْتِلُونَ الدُّنْيَا بِالدِّينِ فِتْنَةً نَاشِئَةً مِنْهُمْ. (رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ) .

5324 - وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا -، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: " «إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَالَ: لَقَدْ خَلَقْتُ خَلْقًا أَلْسِنَتُهُمْ أَحْلَى مِنَ السُّكَّرِ، وَقُلُوبُهُمْ أَمَرُّ مِنَ الصَّبْرِ، فَبِي حَلَفْتُ لَأُتِيحَنَّهُمْ فِتْنَةً تَدَعُ الْحَلِيمَ فِيهِمْ حَيْرَانَ، فَبِي يَغْتَرُّونَ أَمْ عَلَيَّ يَجْتَرِئُونَ» ؟ ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ، وَقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
5324 - (وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: " إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ ") ، أَيْ: تَكَاثَرَ خَيْرُهُ وَبِرُّهُ (" وَتَعَالَى ") ، أَيْ: تَعَظَّمَ أَنْ يُدْرَكَ كُنْهُهُ (" قَالَ: لَقَدْ خَلَقْتُ خَلْقًا ") أَيْ: جَمْعًا مِنَ الْمَخْلُوقِينَ (" أَلْسِنَتُهُمْ أَحْلَى مِنَ السُّكَّرِ ") ، أَيْ: لِمَا يَظْهَرُ عَلَيْهِمْ مِنْ أَثَرِ الْوَعْظِ وَالذِكْرِ، وَأَثَرِ الصَّبْرِ وَالشُّكْرِ (" وَقُلُوبُهُمْ أَمَرُّ مِنَ الصَّبْرِ ") ، ضُبِطَ فِي أَكْثَرِ النُّسَخِ بِكَسْرِ الْبَاءِ، وَفِي بَعْضِهَا بِسُكُونِهَا، وَفِي الْقَامُوسِ: الصَّبِرُ كَكَتِفٍ وَلَا يُسَكَّنُ إِلَّا فِي ضَرُورَةِ الشِّعْرِ، عُصَارَةُ شَجَرٍ مُرٍّ، وَالْمَشْهُورُ عَلَى أَلْسِنَةِ الْعَامَّةِ بِكَسْرِ الصَّادِ وَسُكُونِ الْبَاءِ، وَلَعَلَّهُ مَأْخُوذٌ مِنْ لُغَاتِ الْكَتِفِ، فَيَكُونُ مِنْ بَابِ النَّقْلِ تَخْفِيفًا، (" فَبِي حَلَفْتُ لَأُتِيحَنَّهُمْ ") مِنَ الْإِتَاحَةِ بِمَعْنَى التَّقْدِيرِ، يُقَالُ: أَتَاحَ اللَّهُ لِفُلَانٍ كَذَا، أَيْ: قَدَّرَهُ لَهُ وَأَنْزَلَهُ بِهِ، فَالْفِعْلُ مِنْ بَابِ الْحَذْفِ وَالْإِيصَالِ، فَالْمَعْنَى لَأُتِيحَنَّ لَهُمْ (" فِتْنَةً تَدَعُ الْحَلِيمَ فِيهِمْ حَيْرَانَ، فَبِي يَغْتَرُّونَ ") بِتَقْدِيرِ الِاسْتِفْهَامِ (" أَمْ عَلَيَّ يَجْتَرِئُونَ؟ " رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ، وَقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ) .

5325 - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " «إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ شِرَّةٌ، وَلِكُلِّ شِرَّةٍ فَتْرَةٌ، فَإِنْ صَاحِبُهَا سَدَّدَ وَقَارَبَ فَارْجُوهُ، وَإِنْ أُشِيرَ إِلَيْهِ بِالْأَصَابِعِ فَلَا تُعِدُّوهُ» ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
5325 - (وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ) وَفِي نُسْخَةٍ: رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ شِرَّةً " بِكَسْرِ الشِّينِ الْمُعْجَمَةِ وَتَشْدِيدِ الرَّاءِ: الْحِرْصُ عَلَى الشَّيْءِ وَالنَّشَاطُ فِيهِ وَالرَّغْبَةُ، (" وَلِكُلِّ شِرَّةٍ فَتْرَةً ") ، بِفَتْحِ الْفَاءِ وَسُكُونِ التَّاءِ أَيْ: وَهْنًا وَضَعْفًا، وَفِي نُسْخَةٍ بِرَفْعِهَا، وَالْمَعْنَى: أَنَّ الْعَابِدَ يُبَالِغُ فِي الْعِبَادَةِ فِي أَوَّلِ أَمْرِهِ، وَكُلُّ مُبَالِغٍ يَفْتُرُ وَيَسْكُنُ حِدَّتُهُ وَمُبَالَغَتُهُ فِي أَمْرِهِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ (" فَإِنْ صَاحِبُهَا ") فَاعِلٌ لِجَعَلَ دَلَّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ: (" سَدَّدَ ") أَيْ: قَصَدَ السَّدَادَ وَالِاسْتِقَامَةَ، أَوِ اقْتَصَدَ فِي أَمْرٍ عَلَى مُدَاوَمَتِهِ، لَكِنْ لَا تَقْطَعُهُ الطَّاعَةُ وَالْعِبَادَةُ، (وَقَارَبَ) أَيْ: دَنَا مِنَ التَّوْسِيطِ وَاحْتَرَزَ مِنَ الْإِفْرَاطِ وَالتَّفْرِيطِ (" فَارْجُوهُ ") ، أَيْ: أَنْ يَكُونَ مِنَ الْفَائِزِينَ، فَإِنَّ مَنْ سَلَكِ الطَّرِيقَ الْمُتَوَسِّطَ يَقْدِرُ عَلَى مُدَاوَمَتِهِ، لَكِنْ لَا تَقْطَعُوا لَهُ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الَّذِي يَتَوَلَّى السَّرَائِرَ (" وَإِنْ أُشِيرَ إِلَيْهِ بِالْأَصَابِعِ ") أَيْ: وَإِنِ اجْتَهَدُوا وَبَالَغَ فِي الْعَمَلِ لِيَصِيرَ مَشْهُورًا بِالزُّهْدِ وَالْعِبَادَةِ، وَصَارَ مَشْهُورًا وَمُشَارًا إِلَيْهِ فِيهَا (فَلَا تُعِدُّوهُ) أَيْ: شَيْئًا وَلَا تَعْتَقِدُوهُ صَالِحًا ; لِكَوْنِهِ مِنَ الْمُرَائِينَ ; حَيْثُ جَعَلَ أَوْقَاتَ فَتْرَتِهِ عِبَادَةً، وَهُوَ لَا يُتَصَوَّرُ إِلَّا فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِهِ رِيَاءٌ وَسُمْعَةٌ، وَأَيْضًا إِذَا أَقْبَلَ النَّاسُ عَلَيْهِ بِوُجُوهِهِمْ رُبَّمَا زَادَ فِي الْعِبَادَةِ وَحَصَلَ لَهُ عُجْبٌ وَغُرُورٌ، فَصَارَ مِنَ الْهَالِكِينَ، إِلَّا أَنْ يَتَدَارَكَهُ اللَّهُ بِفَضْلِهِ، وَجَعْلِهِ مِنَ الْمُخْلِصِينَ، وَتَوْضِيحُهُ: أَنَّ الْإِنْسَانَ يَشْتَغِلُ بِالْأَشْيَاءِ عَلَى حِرْصٍ شَدِيدٍ وَمُبَالَغَةٍ

نام کتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح نویسنده : القاري، الملا على    جلد : 8  صفحه : 3336
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست