responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح نویسنده : القاري، الملا على    جلد : 8  صفحه : 3259
صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ أَمَامَكُمْ ") : بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ أَيْ: قُدَّامَكُمْ، وَهُوَ ظَرْفٌ وَقَعَ خَبَرًا مُقَدَّمًا وَالِاسْمُ قَوْلُهُ: (" عَقَبَةً ") : بِفَتَحَاتٍ أَيْ: مَرْقًى صَعْبًا مِنَ الْجِبَالِ عَلَى مَا فِي الْقَامُوسِ. (" كَؤُودًا ") : بِفَتْحٍ فَضَمِّ هَمْزَةٍ فَوَاوٍ فَدَالٍ أَيْ: شَاقَّةً فَاصِلَةً بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ دُخُولِ الْجَنَّةِ. قَالَ الطِّيبِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ: وَالْمُرَادُ بِهَا الْمَوْتُ وَالْقَبْرُ وَالْحَشْرُ، وَأَهْوَالُهَا وَشَدَائِدُهَا شَبَّهَهَا بِصُعُودِ الْعَقَبَةِ وَمُكَابَدَةٍ مَا يَلْحَقُ الرَّجُلَ مِنْ قَطْعِهَا، (" لَا يَجُوزُهَا ") أَيْ: لَا يَتَجَاوَزُ تِلْكَ الْعَقَبَةَ عَلَى طَرِيقِ السُّهُولَةِ (" الْمُثْقَلُونَ ") : مِنْ بَابِ الْأَفْعَالِ أَيِ: الْحَامِلُونَ ثِقَلَ الْمَالِ وَمُؤْنَةَ الْجَاهِ وَسَعَةَ الْحَالِ، وَلِذَا قِيلَ: فَازَ الْمُخِفُّونَ وَهَلَكَ الْمُثْقَلُونَ. (فَأُحِبُّ أَنْ أَتَخَفَّفَ) أَيْ: بِتَرْكِ الطَّلَبِ وَالصَّبْرِ عَلَى قِلَّةِ الْمُؤْنَةِ (لِتِلْكَ الْعَقَبَةِ) : لِئَلَّا يَحْصُلَ لِي التَّعَبُ فِيهَا.

5205 - وَعَنْ أَنَسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " «هَلْ مِنْ أَحَدٍ يَمْشِي عَلَى الْمَاءِ إِلَّا ابْتَلَّتْ قَدَمَاهُ؟ ". قَالُوا: لَا، يَا رَسُولَ اللَّهِ! قَالَ: " كَذَلِكَ صَاحِبُ الدُّنْيَا لَا يَسْلَمُ مِنَ الذُّنُوبِ» " رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي (شُعَبِ الْإِيمَانِ) .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
5205 - (وَعَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " «هَلْ مِنْ أَحَدٍ يَمْشِي عَلَى الْمَاءِ إِلَّا ابْتَلَّتْ قَدَمَاهُ» ") أَيْ: هَلْ يَمْشِي عَلَى الْمَاءِ فِي حَالٍ مِنَ الْأَحْوَالِ إِلَّا فِي حَالِ الِابْتِلَالِ؟ وَحَاصِلُ مَعْنَاهُ، هَلْ يَتَحَقَّقُ الْمَشْيُ عَلَى الْمَاءِ بِلَا ابْتِلَالٍ؟ (قَالُوا: لَا، يَا رَسُولَ اللَّهِ! قَالَ: " كَذَلِكَ صَاحِبُ الدُّنْيَا لَا يَسْلَمُ مِنَ الذُّنُوبِ ") أَيْ: مِنَ الْمَعَاصِي اللَّازِمَةِ لِصَاحِبِ حُبِّ الدُّنْيَا. قَالَ الطِّيبِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ: فِيهِ تَخْوِيفٌ شَدِيدٌ لِلْمُتَّقِينَ، وَحَثٌّ أَكِيدٌ عَلَى الزُّهْدِ فِي الدُّنْيَا وَإِيثَارِ الْآخِرَةِ عَلَى الْأُولَى، وَكَفَى بِهَا تَبِعَةً أَنْ يُدْخَلَ الْفُقَرَاءُ فِي الْجَنَّةِ قَبْلَ الْأَغْنِيَاءِ بِخَمْسِمِائَةِ عَامٍ، عَافَانَا اللَّهُ مِنْهَا بِكَرَمِهِ وَفَضْلِهِ. (رَوَاهُمَا) أَيِ: الْحَدِيثَيْنِ (الْبَيْهَقِيُّ فِي شُعَبِ الْإِيمَانِ) : وَكَذَا الْحَاكِمُ، رَوَى الْحَدِيثَ الْأَوَّلَ. وَقَالَ مِيرَكُ نَقْلًا عَنِ الْمُنْذِرِيِّ: حَدِيثُ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ، وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ، وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَفَعَهُ: " «إِنَّ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ عَقَبَةً كَؤُودًا لَا يَنْجُو مِنْهَا إِلَّا كُلُّ مُخِفٍّ» " وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ.

5206 - وَعَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ مُرْسَلًا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " «مَا أُوحِيَ إِلَيَّ أَنْ أَجْمَعَ الْمَالَ وَأَكُونَ مِنَ التَّاجِرِينَ، وَلَكِنْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنْ: سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} [الحجر: 99] » رَوَاهُ فِي (شَرْحِ السُّنَّةِ) وَأَبُو نُعَيْمٍ فِي (الْحِلْيَةِ) عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
5206 - (وَعَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ) : بِالتَّصْغِيرِ فِيهِمَا. قَالَ الْمُؤَلِّفُ: تَابِعِيٌّ خَضْرَمِيٌّ، أَدْرَكَ الْجَاهِلِيَّةَ وَالْإِسْلَامَ، وَهُوَ مِنْ ثِقَاتِ الشَّامِيِّينَ، وَحَدِيثُهُ فِيهِمْ، رَوَى عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ وَأَبِي ذَرٍّ، وَعَنْهُ جَمَاعَةٌ. (مُرْسَلًا) أَيْ: بِحَذْفِ الصَّحَابَةِ (قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا أَوْحَى إِلَيَّ ") أَيْ: لَمْ يُوحَ إِلَيَّ (" أَنْ أَجْمَعَ الْمَالَ ") : أَنْ مَصْدَرِيَّةٌ وَالْبَاءُ مُقَدَّرَةٌ، وَقَوْلُهُ: (" وَأَكُونَ ") : عَطَفٌ عَلَيْهِ (" مِنَ التَّاجِرِينَ ") أَيِ: الْمُتَوَغِّلِينَ فِي التِّجَارَةِ (" وَلَكِنْ أُوحِيَ إِلَيَّ ") أَيْ: قِيلَ لِي بِالْوَحْيِ (" أَنْ: سَبِّحْ) : أَنْ مُفَسِّرَةٌ لِمَا فِي الْوَحْيِ مِنْ مَعْنَى الْقَوْلِ أَيْ: سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ أَيْ: مَقْرُونًا بِهِ، وَالْمَعْنَى نَزِّهِ اللَّهَ تَعَالَى عَمًّا لَا يَلِيقُ بِذَاتِهِ وَصِفَاتِهِ مُنْتَهِيًا إِلَى ثَنَاءِ رَبِّكَ بِإِثْبَاتِ صِفَاتِ الْجَلَالِ وَالْجَمَالِ لَهُ، {وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ} [الحجر: 98] أَيِ: الْمُصَلِّينَ بِذِكْرِ أَحَدِ الْأَرْكَانِ وَإِرَادَةِ تَمَامِ الصَّلَاةِ، فَهُوَ مِنْ قَبِيلِ مَجَازِ إِطْلَاقِ الْجُزْءِ وَإِرَادَةِ الْكُلِّ، وَوَجْهُ تَخْصِيصِ السَّجْدَةِ مَا وَرَدَ فِي حَدِيثِ مُسْلِمٍ: " «أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ» ". {وَاعْبُدْ رَبَّكَ} [الحجر: 99] : تَعْمِيمٌ بَعْدَ تَخْصِيصٍ سَوَاءٌ كَانَ الْمُرَادُ بِهِ الْأَمْرَ بِالْعِبَادَةِ أَوْ بِالْعُبُودِيَّةِ {حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} [الحجر: 99] أَيِ: الْمَوْتُ بِإِجْمَاعِ الْمُفَسِّرِينَ، وَفِيهِ اقْتِبَاسٌ مِنْ

نام کتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح نویسنده : القاري، الملا على    جلد : 8  صفحه : 3259
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست