responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح نویسنده : القاري، الملا على    جلد : 8  صفحه : 3125
4989 - وَعَنْ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " «أَنْزِلُوا النَّاسَ مَنَازِلَهُمْ» " رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
4989 - (وَعَنْ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أَنْزِلُوا النَّاسَ) : أَمْرٌ مِنَ الْإِنْزَالِ وَقَوْلُهُ: (مَنَازِلَهُمْ) مَنْصُوبٌ بِنَزْعِ الْخَافِضِ قِيلَ: أَيْ: مَقَامَاتِهِمُ الْمُعَيَّنَةِ الْمَعْلُومَةِ لَهُمْ قَالَ تَعَالَى حِكَايَةً عَنِ الْمَلَائِكَةِ: " {وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ} [الصافات: 164] " وَلِكُلِّ أَحَدٍ مَرْتَبَةٌ وَمَنْزِلَةٌ لَا يَتَخَطَّاهَا إِلَى غَيْرِهَا، فَالْوَضِيعُ لَا يَكُونُ فِي مَوْضِعِ الشَّرِيفِ، وَلَا الشَّرِيفُ فِي مَنْزِلِ الْوَضِيعِ، فَاحْفَظُوا عَلَى كُلِّ أَحَدٍ مَنْزِلَتَهُ، وَلَا تُسَوُّوا بَيْنَ الْخَادِمِ وَالْمَخْدُومِ، وَالسَّائِدِ وَالْمُسَوَّدِ، وَأَكْرِمُوا كُلًّا عَلَى حَسَبِ فَضْلِهِ وَشَرَفِهِ، وَقَدْ قَالَ تَعَالَى: {وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ} [الزخرف: 32] وَقَالَ عَزَّ مِنْ قَائِلٍ: " {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} [المجادلة: 11] " وَهَذَا الْحَدِيثُ مَبْدَأُ فَهْمِ أَقْوَالِ الْعُلَمَاءِ فِي تَفَاضُلِ الْأَنْبِيَاءِ، وَتَفْضِيلِ الْبَشَرِ عَلَى الْمَلَكِ وَتَفْضِيلِ الْخُلَفَاءِ، وَأَمْثَالِ ذَلِكَ مِنَ الْمَبَاحِثِ كَمَا أَنَّهُ مَنْشَأُهُمُ الْأَغْنِيَاءَ وَالْأَغْبِيَاءَ وَالْمُتَكَبِّرِينَ مِنَ الْأُمَرَاءِ وَالْوُزَرَاءِ عَلَى مَا هُوَ مُشَاهَدٌ فِي مَجَالِسِ الْحَوَادِثِ قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ، وَفَهِمَ كُلُّ فَرِيقٍ مَذْهَبَهُمْ يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا. (رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ) أَيْ: مِنْ طَرِيقِ مَيْمُونِ بْنِ شُعَيْبَ عَنْ عَائِشَةَ، وَقَالَ: مَيْمُونُ بْنُ شُعَيْبَ لَمْ يُدْرِكْ عَائِشَةَ اهـ. وَسُئِلَ أَبُو بَكْرٍ الرَّازِيُّ: مَيْمُونٌ عَنْ عَائِشَةَ مُتَّصِلٌ؟ قَالَ: لَا نَقَلَهُ مِيرَكُ عَنِ التَّصْحِيحِ، وَفِي الْجَامِعِ الصَّغِيرِ: رَوَاهُ مُسْلِمٌ وَأَبِي دَاوُدَ عَنْ عَائِشَةَ، فَالِاعْتِرَاضُ مُتَوَجِّهٌ عَلَى صَاحِبِ الْمَصَابِيحِ، وَكَذَا عَلَى صَاحِبِ الْمِشْكَاةِ فِي غَفْلَةِ الْأَوَّلِ بِإِيرَادِهِ فِي الْفَصْلِ الثَّانِي، وَفِي تَقْصِيرِ الثَّانِي بِقُصُورِ التَّتَبُّعِ، بَلْ وَعَلَى صَاحِبِ التَّصْحِيحِ إِنْ كَانَ نَقْلُ الْجَامِعِ هُوَ الصَّحِيحَ، هَذَا وَرَوَاهُ الْخَرَائِطِيُّ فِي مَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ بِلَفْظِ: «أَنْزِلِ النَّاسَ مَنَازِلَهُمْ مِنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ، وَأَحْسِنْ أَدَبَهُمْ عَلَى الْأَخْلَاقِ الصَّالِحَةِ» .

الْفَصْلُ الثَّالِثُ
4990 - عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي قُرَادٍ «أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَوَضَّأَ يَوْمًا، فَجَعَلَ أَصْحَابُهُ يَتَمَسَّحُونَ بِوَضُوئِهِ، فَقَالَ لَهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا يَحْمِلُكُمْ عَلَى هَذَا؟ " قَالُوا: حَبُّ اللَّهِ وَرَسُولِهِ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُحِبَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أَوْ يُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ فَلْيُصَدِّقْ حَدِيثَهُ إِذَا حَدَّثَ، وَلْيُؤَدِّ أَمَانَتَهُ إِذَا أُؤْتُمِنَ، وَلِيُحْسِنَ جِوَارَ مَنْ جَاوَرَهُ» ".
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الْفَصْلُ الثَّالِثُ
4990 - (عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي قُرَادٍ) بِضَمِّ الْقَافِ. قَالَ الْمُؤَلِّفُ: صَحَابِيٌّ أَسْلَمِيٌّ، يُعَدُّ فِي أَهْلِ الْحِجَازِ، رَوَى عَنْهُ أَبُو جَعْفَرٍ الْخَطْمِيُّ وَغَيْرُهُ. ( «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ يَوْمًا، فَجَعَلَ أَصْحَابُهُ يَمْسَحُونَ بِوَضُوئِهِ» ) ، بِفَتْحِ الْوَاوِ وَأَبْعَدَ مَنْ ضَمَّهَا وَقَدَرِ الْمَاءِ (فَقَالَ لَهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا يَحْمِلُكُمْ عَلَى هَذَا؟) أَيِ: التَّمَسُّحِ، وَكَانَ هَذَا مِنَ الْمَعْلُومِ الْوَاضِحِ عِنْدَهُ أَنَّهُ لِلتَّبَرُّكِ النَّاشِئِ عَنْ حُسْنِ الِاعْتِقَادِ فِي اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَالسُّؤَالُ لِإِظْهَارِ مَا يَتَرَتَّبُ عَلَى الْجَوَابِ. (قَالُوا: حُبُّ اللَّهِ وَرَسُولِهِ) أَيِ: الْحَامِلُ أَوْ حَمَلَنَا، (فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُحِبَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ» ) أَيْ: عَلَى وَجْهِ الْكَمَالِ (أَوْ يُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ) : أَوْ لِلتَّنْوِيعِ أَوْ بِمَعْنَى بَلْ، وَهُوَ الْأَظْهَرُ وَيُحْتَمَلُ شَكُّ الرَّاوِي (فَلْيُصَدِّقْ) : بِضَمِّ الدَّالِ (حَدِيثَهُ) : بِالنَّصْبِ أَيْ: فِي حَدِيثِهِ فَفِي الْقَامُوسِ: الصِّدْقُ بِالْكَسْرِ وَالْفَتْحِ ضِدُّ الْكَذِبِ، أَوْ بِالْفَتْحِ مَصْدَرٌ وَبِالْكَسْرِ الِاسْمُ، وَصَدَقَ فِي الْحَدِيثِ وَصَدَّقَ فُلَانًا الْحَدِيثَ أَوِ الْقِتَالَ، وَصَدَّقَهُ تَصْدِيقًا ضِدُّ كَذَّبَهُ. (إِذَا حَدَّثَ) ، أَيْ: مَتَى تَكَلَّمَ وَتَحَدَّثَ ( «وَلْيُؤَدِّ أَمَانَتَهُ إِذَا أُؤْتُمِنَ» ) بِسُكُونِ الْهَمْزِ وَيُبَدَّلُ أَلِفًا حَالَ الْوَصْلِ، وَهُوَ عَلَى بِنَاءِ الْمَفْعُولِ وَيُكْتَبُ بِالْوَاوِ ; لِأَنَّ حَالَةَ الِابْتِدَاءِ بِهِ بَعْدَ الْوَقْفِ عَلَى مَا قَبْلَهُ يَجِبْ قَلْبُ الْهَمْزَةِ الثَّانِيَةِ وَاوًا، وَلَا يَغُرَّكَ كِتَابَتُهُ فِي أَكْثَرِ النُّسَخِ إِذَا ائْتَمَنَ بِالْيَاءِ، فَإِنَّهُ نَشَأَ مِنْ قِلَّةِ الِاطِّلَاعِ عَلَى الرَّسْمِ وَآدَابِ الْوَقْفِ وَالْوَصْلِ، وَهُوَ عِلْمٌ مُسْتَقِلٌّ، بَلْ عِلْمَانِ غَيْرُ مَا يَتَعَلَّقُ بِالْكَلِمَةِ مِنَ الْقَوَاعِدِ الصَّرْفِيَّةِ وَالنَّحْوِيَّةِ، وَسَائِرِ عُلُومِ الْعَرَبِيَّةِ، وَمِنْ هَذَا الْقَبِيلِ قَوْلُهُ تَعَالَى:

نام کتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح نویسنده : القاري، الملا على    جلد : 8  صفحه : 3125
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست